سعت من أجل تحقيق ما تريده
تحظى المرأة باهتمام واسع في المجتمع، وذلك بسبب فعاليتها الكبيرة في أي موقعٍ توجد فيه، كما أنّها اللبنة الأساسية في تنشئة الأجيال الواعدة على المُثُل، والقيم العليا.
بدأت صفاء رحلتها الدراسية وسعيها لتحقيق ما تطلبه.. سكنت في مدينة الطبقة ودرست في مدارسها حتى الصف التاسع، وفي الفترة التي بقيت هناك خضعت لدورات تمريض وعملت بأحد المشافي.
وعند عودتها إلى بلدتها حاس مكان ولادتها أكملت دراستها إلى الصف الثالث الثانوي وحصلت على الشهادة، وبعد حصولها على الشهادة تقدم لخطبتها أبن عمتها فتزوجت منه ورزقها الله بأربعة أولاد، وبدأت بالبحث عن وظيفة ولكن لم تجد فقامت بفتح روضة في منزلها مقابل مبلغ رمزي من كل طفل تعتني به.
لم تجد صفاء الوظيفة المناسبة، ولكن لم تستسلم لواقعها فهي قادرة على العمل وستبحث عن العمل المناسب لمساعدة زوجها في مصروف المنزل.
لم تستطع الاستمرار في روضة الأطفال مدة طويلة لأسباب كثيرة، ومنها أن الأطفال أصبح عددهم كبير ولم يكن لديها سوى غرفة واحد.
بدأت صفاء بحضور دورة للخياطة وبقيت حتى انتهاء هذه الدورة، وبعد ذلك بدأت ببيع الأقمشة وإحضارها إلى منزلها بمرابح قليلة لتكسب المزيد من الناس.
وفي أحد الأيام اقترح عليها أحد أقاربها العودة إلى فتح الروضة من جديد ليبحث لها عن منظمة تدعم عملها، وافقت صفاء على ذلك ودعت جميع الأطفال للبدء بالدوام، حيث قامت بتجهيز منزل بالآجار لذلك، وكلها أمل في أن تثمر جهودها ويتبنى أحد عملها.
قامت صفاء بتجهيز الغرف وأحضرت المقاعد والالواح، وبدأ الأطفال بالدوام، لم يمض وقت طويل حتى تبنت إحدى المنظمات عملها ودعمتها، لقد حققت صفاء ما تريد وكانت فخورة بما أنجزت بعد هذا العناء.
إيناس المحمد (كفرنبل-إدلب)