أجبرتها الحياة أن تكون معيلة لولدها وأهلها
أية عبد السلام (كفرنبل-إدلب)
سناء امرأة مطلقة تبلغ من العمر37سنة، لها ثلاثة أطفال، نزحت من مدينة دمشق منذ أربع سنوات مع أهلها وولدها الأصغر خالد الذي تمكنت من أخذه من والده أثناء نزوحها مع أهلها إلى مدينة كفرنبل.
تزوجت قبل اندلاع الثورة بثمان سنوات، ومن ثم انفصلت عن زوجها بسبب تغير معاملته معها، فكان كثيرًا ما يضربها.
بعد أن تطلقت وعادت مع أهلها إلى كفرنبل لم تجد من يصرف عليها فحال أهلها كحالها وأبيها رجل مسن لا يستطيع العمل .. أيقنت بأنها هي الوحيدة التي تستطيع أن تصرف على نفسها وتؤمن كل ما يحتاجه ولدها وأهلها ..أحست بأنها ستواجه أعباءً كبيرةً، ولكنها لم تستسلم وأصرت على البحث عن عمل فذلك كان خيارها الوحيد.
بدأت سناء تحيك الصوف وتبيع مما تنتج لنساء الحارة التي كانت تسكن فيها مقابل أجر بسيط، كانت فخورة بعملها لأنها أصبحت تستطيع تأمين جزءًا مما يحتاجه ولدها، ولكنها كانت تدرك بأن ذلك العمل لم يدم طويلاً فعندما يمر الشتاء ستكف النساء عن شراء الملابس منها.
قررت سناء أن تبحث عن عمل أخر من خلال ذهابها إلى أحد مراكز التدريب من أجل تدريب الفتيات على الحياكة، حيث ذهبت إلى أحد المركز في المدينة وتمكنت بجدها أن تصبح مدربة حياكة.
أصبحت سناء معلمة حياكة الصوف وكانت مفعمة بالحيوية والنشاط ومسرورة جداً أثناء تعليمها للفتيات تلك المهنة.
وبسبب توقف الدعم عن ذلك المركز لم تستطيع سناء متابعة عملها، وعادت للبحث عن عمل من جديد، وقررت بمساعدة زوج إحدى صديقاتها بفتح صيدلية أعشاب مقابل أجرة كل شهر تتلقاها من مالك الصيدلية.