سعت جاهدة لتكون عونًا لزوجها
تعيش المرأة السورية اليوم أكثر من تحدي بسبب النظرة القاصرة التي تختزل وجودها في أدوار محددة وتحجب عنها رؤية مدى قدرتها في تحريك المجتمع نحو الأمام، وفي تفعيل قدراتها في البناء والتشييد في مختلف المجالات، وكثير من النساء لم تستسلم لواقعها ولم تعجز عن التحرك خطوة نحو تحقيق اهدافها.
سماهر امرأة في الثلاثين من عمرها لم تستسلم للظروف التي فرضتها عليها الحرب، أكملت حياتها الدراسية حتي حصلت على الشهادة الثانوية ودخلت فرع اللغة الإنكليزية لأنها كانت تحبها، وعندما أنهت السنة الاولى من الدراسة بدأت العمل في أحد معامل الأدوية بمدينة حلب خلال العطلة الصيفية حتى أكملت السنة الثانية من دراستها، ولكن مع اندلاع الحراك الثوري وتأزم الوضع الأمني في المدينة من اعتقالات طالت طلاب الجامعة وخوف عائلتها عليها من البقاء في مناطق النظام اضطرت لترك جامعتها والعودة إلى مدينتها كفرنبل.
وبعد مدة ثلاثة أشهر من تركها لجامعتها لم تقف مكتوفة الأيدي حيث عملت كمعلمة في القرى القريبة من مدينتها مدة سنة، في تلك الفترة تقدم شاب لخطبتها، وافقت سماهر على الزواج، كان زوجها يعمل في مطعم ولكن ما كان يجنيه لا يكفيهم وخاصة بعد أن رزقت بطفل.
وبسبب غلاء المعيشة وقلة المردود المادي قررت سماهر وزوجها الذهاب إلى تركيا لعل زوجها يجد عملا أفضل من عمله في البلدة قاصدين تحسين وضعهم المادي في ظل تلك الظروف الصعبة التي مرت بها من قصف على المدينة وتهجير لأهلها.
لم تطل مدة إقامتها في تركيا حتى عادت لمدينتها، وقررت البحث عن عمل وقدمت على عدة وظائف، وخلال هذه الفترة تم الإعلان عن مسابقة للتوظيف في منظمة URB، قامت سماهر بالتسجيل وخضعت لدورة إعلامية، وكانت من الناجحين وبدأت العمل في مهنة جديدة بحياتها، أحبتها كثيرًا لأنها تهدف لإيصال معاناة الشعب السوري في ظل الثورة الى العالم.
أمل الأحمد (كفرنبل-ادلب)