بجدها وإصرارها أثبتت أنها ليست أقل كفاءة من الرجل
أثبتت المرأة على مر العصور أنها ليست أقل كفاءة من الرجل، وهي تناضل من أجل ذلك خصوصاً في ظل مجتمع ينظر إلى المرأة على أنها أقل قدرة من الرجل على تحقيق النجاح، وتكافح المرأة كما الرجل في ظل الحرب الدائرة، وهذا يعني أنها تستطيع تحقيق النجاح، فلا شيء مستحيل مع العزيمة والإصرار والإيمان بقدوم مستقبل مشرق حافل بالنجاح والتقدم، وخير مثال على ذلك بتول.
تقدمت بتول لمسابقة توظيف، من أجل المساهمة في مصروف المنزل بحكم أنها تمتلك شهادة جامعية وبالفعل تم قبولها بتلك الوظيفة وكانت الوظيفة في مجال الدعم النفسي.
في البداية لم تكن بتول تعرف شيئاً عن تلك الوظيفة ولا عن طبيعتها فأصبحت في حيرة من أمرها وهي التي لم تعتد الإستسلام أبداً، فقررت بتول الاستمرار بتلك الوظيفة وقررت أن تعمل بجد لتتعلم كل شيء في ذلك المجال، فقد كانت طموحة جداً.
هنا بدأ طريق بتول بالنجاح فخضعت لعدة دورات في مجال الدعم النفسي وخصوصاً الدعم النفسي المخصص للأطفال حيث مجال عملها، فأطفالنا في هذا الوقت العصيب بحاجة إلى من يقف بجانبهم ويخفف من معاناتهم.
ومن هذه الدورات دورة في التواصل مع الأطفال وكانت نتيجتها بالاختبار العلامة الكاملة فبتول تحب الأطفال كثيراً وتقول دائماً:” أنا روحي معلقة بالأطفال”، تعلمت بتول من خلال هذه الدورة كيف تتعامل مع الأطفال ومع مشاكلهم وطرق حلها وكانت سعيدة جداً بهذا العمل.
وأيضاً خضعت لدورة بعنوان “كيف نستقبل اخوتنا المهجرين من المناطق التي يقصفها نظام الأسد “وأصبح لديها الخبرة الكافية في ذلك المجال، ودورة أخرى عن حماية الطفل وعدة دورات أخرى، وأصبح تعامل بتول مع الأطفال الذين هجروا من ديارهم عنوة مع أهاليهم، طبعاً بحكم طبيعة عملها الجديد، وكانت سعادة بتول لا توصف عندما ترسم الفرحة ع ثغر طفل حزين مهجر أنهكه التعب والنزوح.
وبهذا أصبح نجاح بتول نجاحان نجاح في مجال عملها حيث تمكنت من مساعدة الأطفال من خلال دعمهم نفسياً والتخفيف عنهم، والنجاح الثاني أصبح بإمكان بتول المساهمة في مصروف المنزل بالراتب الذي تتقاضاه من عملها .
حدثتنا بتول عن طبيعة عملها وعن سعادتها به وخصوصاً عندما تستطيع رسم البسمة على وجوه الأطفال المهجرين، وكانت السعادة بادية على ملامح وجهها.
وبهذا أصبح بإمكان المرأة السورية أن تحقق نجاحاً كما الرجل في جميع مجالات الحياة.
(وفاء المحمد)