زيارةٌ لمنزلنا جعلت زوجي عاجزاً
في منزل يخلو من كل وسائل الراحة، اضطررت للعيش مع وزوجي وأطفالي بعد رحلة نزوح مضنية، فقد كان المنزل قديماً جداً وجدرانه متصدعة وأرضيته تشبه التضاريس الجبلية، ولا يحتوي إلاّ على مطبخ صغير.
والشيء الذي دفعني للقبول بالعيش في هذا المنزل أجرته الرخيصة حيث أننا لا نمتلك المال للعيش في منزل آجاره أغلى، حيث ارتفعت أجور المنازل في ظل موجات النزوح التي شهدتها مدينتنا كفرنبل والبلدات التي حولها.
حاول زوجي مراراً أن يجد عملاً يحسن به ظروفنا ولكن عبثاً لم يجد، وبما أنّه لا يمتلك عملاً الآن اضطررنا إلى الاعتماد في عيشنا على السلة الإغاثية التي كان المجلس المحلي يمنحها لنا شهرياً.
كنت ولازلت أشكر الله على كل حال، فوجود زوجي وأطفالي بجانبي نعمة كبيرة الحمد لله، أنهم بخير وبحصة جيدة.
ذات صباح استيقظت فلم أجد زوجي، انشغل بالي عليه كثيراً وبدأت أفكر ما الذي يمكن أن يكون قد حدث له وكاد قلبي يتوقف من شدة خوفي فليس من عادته أن يذهب إلى أي مكان، وبينما أنا على هذه الحال إذ رفع ولدي الصغير الوسادة التي كنا ننام عليها أنا وزوجي فشاهدت تحت الوسادة ورقة، أخذت الورقة وقرأتها فوجدت أن زوجي يخبرني بأنه ذاهب إلى مدينتنا، وبأنه سيمكث هناك يوماً واحداً فقط ثم يعود.
مضى اليوم وأنا انتظر عودته بفارغ الصبر ولكنه لم يعد، وبعد مرور بضعة أيام علمت من بعض المعارف بأن زوجي أصيب بغارة للطيران الحربي على المدينة ونقل إلى إحدى المشافي، وكانت حالته حرجة، لم أتمكن من الذهاب إليه بسبب صعوبة الوضع، فالهجمة من قبل طيران الأسد وروسيا كانت شرسة وهمجية، لم يكن لدي حيلة سوى أن أنتظر خبر يطمئن به قلبي عليه، وبعد مضي عشرة أيام أمضيهم خائفة حزينة عليه خرج زوجي من المشفى .
كانت حالته صعبة جداً، وبات بحاجة ماسة لمن يساعده على الأكل واللبس وقضاء حوائجه، ويجب عليه تناول دواء يساعده على تسكين ألمه وعلاجه.
يصعب علي الأن تأمين الدواء له،ولا أعلم كيف يمكنني أن أحصل حتى على قوت يومي.
آية عبد السلام