ليلةٌ سوداءَ واحدة قلبت حياتنا رأساً على عقب
كان لدينا في تلك القرية الصغيرة منزل جميل، مليء بالأزهار والورود وضحكات الأطفال التي ملأته طيلة فترة عيشنا فيه، حتى جاءت تلك الليلة السوداء، التي تكاد أن تصبح نهاراً من شدة القصف فلم نستطع النوم أو حتى المكوث في المنزل، كنت خائفة وقلقة من تقدم الجيش نحو بلدتنا، نزلنا إلى القبو وبعد ساعة سارع زوجي من أجل إحضار سيارة لاصطحابنا إلى مكان أخر يكون أكثر اماناً.
غادرنا القرية في تلك الليلة المخيفة إلى مدينة سراقب، نظراً لتواجد بعض الاقارب لدينا هناك، بقينا مدة أسبوع ثم قرر زوجي البحث على منزل قريب على الحدود التركية، وبالفعل تمكن من إيجاد منزل مهجور يمتلئ بالركام والاوساخ فسارعنا من أجل إحضار عدة لتنظيف المنزل وقام بعض الجيران لمساعدتنا بتقديم المياه من أجل تنظيف الأرض وبعد انتهائنا من تنظيف المنزل وضعنا امتعتنا ولكنه كان غير جاهز صحيا قام زوجي بتصليح الصرف الصحي فقد كان يوم شاق علينا.
في اليوم التالي واجهنا مشكلة قلة المياه فلم نمتلك خزان لوضع الماء فيه بدأنا بوضعها في أوعية صغيرة وحاولنا تقليل استهلاك المياه كيلا نفتقده، بعد عدة أيام جاء صاحب المنزل ليسألنا من أتى بكم إلى هنا دون أن يراعي مشاعرنا ولا حتى المجهود الذي بذلناه من أجل تنظيف ذلك المنزل المهجور المعدوم من كل وسائل الحياة لكننا قبلنا المكوث به عله أكثر أمانا من منزلنا، ولكن الحمد لله قام المجلس المحلي للبلدة بحل تلك المشكلة فنحن لا نستطيع دفع أجار المنزل.
بدأ زوجي بالبحث عن عمل كي يؤمن لقمة عيشنا ولكن وجود العمل في ذلك الوقت صعب جداً بسبب ظروف الحرب والنزوح وأنا عاجزة عن العمل فلم أجد أي وظيفة لأنني لا أمتلك سوى شهادة معهد، فالحياة قاسية جداً جعلتني أواجه أصعب الظروف فقد كنت أرغب بالحصول على شهادة جامعية ومع ذلك كنت مصرة على البحث على عمل كي أساعد زوجي في تأمين مصاريف المنزل ونتقاسم العمل سوياً.
أمل الأحمد