بعزيمتها أكملت دراستها
تعتبر صفا نفسها محظوظة جداً، عقب حصولها على فرصة لتكمل دراستها بعد أن اضطرت لتركتها لمدة أربعة سنوات بسبب الظروف التي مرت بها سوريا، والثورة التي عمت جميع محافظاتها، والتي بدأت بمظاهرات سلمية، وانتقلت لتصبح مسلحة لتجبرها على ترك مقاعد الدراسة التي أحبتها جداً.
لم تكن صفا تعتقد أنها بعد كل هذه السنوات التي أمضتها في المنزل مع عائلتها المكونة من ستة أفراد أمها وأبيها وأخويها وأختها، أنه بإمكانها تحقيق حلمها القديم وهو إكمال دراستها، وبتشجيع من والدتها وأخيها بدأت التفكير في إكمال تعليمها، وقررت العودة لدراستها.
وخصوصاً عندما بدأ الأمن بملاحقة والدها فأصبح يمضي معظم الوقت خارج المنزل، وهم بحاجة للمال فبحثت صفا عن عمل وعملت كممرضة في إحدى المشافي لمدة سنة ونصف، بعد خضوعها لدورة تمريض، ولقلة المردود تخلت عن العمل.
وبدأت بدراسة الثانوية الفرع الأدبي، وبجد وعزيمة استطاعت تحقيق النجاح، وبمعدل جيد وفي هذه الفترة تم افتتاح معهد إعداد المدرسين في القرية المجاورة، قامت بالتسجيل فيه ودرست سنتين، كان يساندها أخيها في مصروف دراستها، ومع تصميمها على المتابعة ورغم ما تعرضت له من ضغط القصف وقسوة الحرب، وتأخير الفحص استطاعت تحقيق النجاح والتخرج والحصول على الشهادة.
وفي فترة دراستها خضعت صفا لعدة دورات، منها دورة “فهم وتحليل النزعات +sy “، ودورة “تصوير تقارير إذاعية وكتابة تقارير نسائم سوريا”، ودورة “إدارة أعمال اتحاد المكاتب الثورية”، ودورة “العنف القائم عل المجتمع CBV”، ودورة “مراقبة وتقييم URB”، من أجل الحصول على فرصة عمل أفضل.
فرحت صفا بنجاحها فرحاً عظيماً، ولكن فرحتها لم تكتمل فقد فجعت باستشهاد أخيها، الذي أوجعها فقدانه وجعلها تشعر بانهيار وضعف، لكنها رفضت الخضوع للحزن، وأكملت ما بدأت به من أجل تحقيق ما شجعها عليه أخيها الشهيد، قدمت أوراقها لإدارة المدرسة، وتم تعيينها مدرّسة في مدرسة ابتدائية، وبعد مدة سنتين من عملها تم فصلها من المدرسة حتى تكمل دراستها ضمن جامعة إدلب، لعدم اعتراف التربية بشهادات المعهد.
لكنها لم تستسلم وقدمت أوراقها في جامعة إدلب الحرة، وبدأت بإكمال دراستها، ومازالت تبحث عن فرصة عمل تساعدها على إكمال دراستها حتى تتخرج، وتحصل على شهادة تجعلها تحظى بفرصة عمل جيدة تكسب من خلالها المال لتساعد والديها، وتمضي مسيرة دربها بأمان.
(تغريد العبد الله)