كنت قوية أمام المصاعب التي واجهتني
آية عبد السلام (كفرنبل، ادلب)
على الرغم من أنني واجهت صعوباتٍ كبيرة من أجل إكمال دراستي الجامعية، لكن ظلَ لديَ أملٌ في متابعة الدراسة ، فهناك أمورٌ عديدةٌ جعلتني غير قادرة على ذلك، منها ضعف الإمكانيات المادية وانقطاع الطريق بسبب القصف الذي كانت تخلفه طائرات النظام فقد كان ذلك سبباً رئيسياً جعلني لا أستطيع الذهاب للجامعة من أجل تقديم الامتحانات، ورغم ذلك سعيتُ دائماً من أجل تقديم الأفضل فهدفي كان التخرج وتحقيق حلمي الذي انتظرته طويلاً، فبذلك أكون قد أظهرت إصراري على أن أكون عنصراً مهماً في المجتمع، فأنا كجميع الفتيات اللواتي يردنَ أن يعملنَ في بلادهن ..ويعشن فيها، فقد سئمنا جميعنا من النزوح.
وبعد فترةٍ قصيرةٍ تزوجت وأنجبت طفلاً وحيداً، لكن حالة زوجي المادية كانت سيئة، بسبب قطعِ الرواتب عنه وعن أشخاصٍ آخرين، بسبب انحيازهم للثورة، ذلك كان سبباً دفعنا للنزوح من بلدنا إلى تركيا، حيث كنا نعتقد بأن الحياة هناك ستكون هنيئةً لأننا سنبتعد عن الفقر والخوف، لكن بعد فترةٍ وجيزةٍ اكتشفنا بأنَا كنا مخطئين بسبب عدم توفر متطلبات العيش إضافةً لألم الغربة الذي لا يعادله أي ألم.
فعدنا إلى سوريا رغم كل الخوف الذي نشعر به، حيث كان زوجي لا يمتلك عملاً يوفر لنا الحاجات الأساسية فقررت البحث عن عمل أعين به زوجي، وخاصة بعد أن انقطع راتبه في ظل الأزمة الحالية.
ففي أحد الأيام جاءت إحدى جاراتي إليّ من أجل زيارتي وضمن الأحاديث التي تداولناها أخبرتني بأنه يوجد دورة إعلام تدريبية في المدينة أستطيع من خلالها أن أتوظف في ذلك المجال، وخصوصاً بعد أن أصبحت غير قادرة على إكمال دراستي الجامعية وفعلا شاركت بتلك الدورة، وتوظفت، فوجدت في حياتي أموراً كثيرة لم أكن أتوقعها، ووجدت نفسي قد أصبحت عنصراً فعالاً في بناء المجتمع ولدي أمل في تشجيع المرأة خلال الثورة وبعدها، كما أردت بعملي هذا أن أثبت أن المرأة تقف مع الرجل جنباً الى جنب، وأن لها دور كبير ببعض النشاطات الثورية.