تحدت الظروف وأصبحت سندًا لزوجها
صبحية بيوش (ادلب – كفرنبل)
مريم امرأة في الثلاثين من عمرها، من أهالي وسكان مدينة كفرنبل، متزوجة من شاب يعمل في محل للحدادة، رزقت بطفلتين، تسكن في بيت مؤلف من غرفة واحدة مع ملحقاتها في منزل أهل زوجها، حاصلة في دراستها على الشهادة الثانوية الفرع الأدبي.
مع بداية الثورة السورية وبسبب سوء الأوضاع من قصف جوي ومدفعي وراجمات من قبل قوات الأسد، قررت مريم النزوح برفقة زوجها وطفلتيهما إلى مخيم أطمة على الحدود لتعيش في مأمن من هجمات وبطش نظام الأسد.
وبعد مرور عدة أشهر عليها في مخيمات النزوح وبسبب الفقر والبرد والجوع وعدم وجود فرص عمل، وبعد نقاش مطول بينها وبين زوجها اتفقا على النزوح إلى داخل الأراضي التركية، وعلى الرغم من خطورة اجتياز الحدود الى داخل الأراضي التركية، تمكنت مريم وعائلتها بعد عناءٍ طويلٍ من الدخول الى تركيا، حيث توجهوا الى مخيم (أورفا) التركي واستقروا هناك، كانت الخدمات مقبولة إلى حدٍ ما، لكنهم لم يشعروا بالراحة، لقد كانت الحمامات عامة وبعيدة عن الخيمة كذلك المطابخ، وكان يتوجب عليها نقل مياه الشرب من الأماكن المخصصة الى الخيمة، كل ذلك كان يشكل عبئًا كبيرًا على مريم.
وبسبب ما عانته في المخيم بدأت تلح على زوجها بالعودة إلى وطنها سوريا، على الرغم من استمرار القصف والدمار، عادت مريم إلى مدينتها مشتاقة لأهلها وأقربائها، بدأ زوجها يبحث عن عمل، يؤمن فيه مستلزمات عائلته ولكنه لم يجد.
حزنت مريم لذلك الحال كثيرًا، قررت البحث عن عمل في أي مجال تستطيع العمل فيه كمجال الخياطة أو أي عمل آخر لتكون سندًا لعائلتها، تقدمت إلى عدة مسابقات إلى أن تم قبولها في إحدى المنظمات، كانت سعادتها لا توصف بحصولها على عمل، لقد أصبح بمقدورها مساندة زوجها في تحمل أعباء مصروف المنزل بالراتب الشهري الذي تتقاضاه، لم تعد عبئًا على زوجها بل أصبحت سندًا له.