حياتي لأولادي فقط بعد أن تخلَّى عنَّي زوجي
“أمل” امرأةٌ في الأربعين من العمرِ أفنت حياتها في خدمة زوجها وأولادها، ضحَّت بكلَّ شيءٍ للحفاظِ على أسرتها رغمَ المعاملةِ القاسيةِ التي تلقاها من زوجها الَّذي اعتبر نفسه سيَّداً يتحكَّمُ بها كما يشاء.
عندما عمَّتِ الثورةُ في سوريا لم يفكر بالعائلة بل جمع أغراضه وسافر خارج البلاد، وترك أمل وحيدةً تعتني بأولادها وتعاني دون عونٍ ومعين، وحتَّى بعد سفره كان تواصله معها سخريةً وازدراءً والأغربُ من ذلك كان يسألها عن الأموال التي يرسلها لأولاده، حيث كانت مسؤولةً عن خمسة أولادٍ وثلاثة فتيات، وأمضت سبع سنوات من النزوح هي وأولادها من مكانٍ لآخر دون اهتمامٍ منه ودون رأفةٍ عليها.
بعدَ بضعِ سنواتٍ عاد من سفره مصطحباً امرأةً ثانية، هنا بدأت معاناةُ أمل مع هذه الحالةِ الجديدةِ ومع أولادها الَّذين لم يتقبَّلوا وجود امرأةٍ غريبةٍ في المنزل.
قالت أمل: “لم أعد أرغب بأي شيء يكفيني أن أرى أولادي حولي بخير، ويصيرُ لهم حياةٌ مستقلَّةٌ وسعيدة، يكفيني أن أرهم في مراتبٍ عالية، ولا أرغب بأي شيء من هذه الحياة”.
عاشت أمل في بيتها تقوم بدور الأمِّ والأب في حينٍ واحد، وكان ابنها محمدٌ الولد الأكبر يعملُ على تأمينِ مستلزمات البيت وكأنَّه الأبُ لإخوته وليساعد أمَّه في كلَّ شيءٍ حتَّى أعمال المنزل.
أما زوجها المستهتر لا يهتمُّ بشيء الا بزوجته الجديدة وحياته معها، لم يعد زوج أمل يعني لها أي شيء سوى أنه أب لأولاده في دفتر العائلة.