رغم المعاناة التي مرت بها نجحت وأثبتت نفسها
نسرين الموسى (كفرنبل-إدلب)
نهلة امرأة في الخمسين من العمر متزوجة ولديها ثلاثة أولاد وتعيش حياة سعيدة مع عائلتها في مدينة كفرنبل.
فقدت نهلة زوجها بعد معاناة طويلة مع مرض السكري، عملت في مجال الخياطة على مكنة خياطة صغيرة في منزلها لتعين أسرتها وتؤمن قوت أولادها.
ومع اندلاع الثورة التحق ولدها محمد بمركب الثائرين، وشارك في المظاهرات السلمية وهتف للحرية والكرامة وإسقاط النظام، إلى أن التحق بأحد الفصائل بعد تحول الثورة إلى العمل المسلح، وشارك في العديد من المعارك، حتى سقط شهيدًا في أرض المعركة.
كانت صدمت نهلة كبيرة بفقدان ابنها وخاصة بعد وفاة زوجها، خيم الحزن على حياتها وفقدت كل آمالها بالحياة، لكنها لم تستسلم، أصرت على متابعة حياتها من أجل صغارها، كونها المعيل الوحيد بعد فقدانها لزوجها وولدها.
قررت الخروج من هذا الحزن والاعتماد على نفسها ورعاية أطفالها، ومتابعة ما سار به ولدها، وكان في مجال عملها، حيث أخاطت علمًا للثورة، وأخذت تطور عملها حتى أتقنته، وبدأت بتعليم النساء وافتتاح دورات لتعليم الخياطة.
افتتحت نهلة مركز للخياطة في منزلها الصغير، وبمكنات خياطة بدائية، بدأت بتعليم المتدربات من النساء اللواتي قصدنها، وسخرت حياتها في مجال الخياطة والعمل النسائي، وكرست وقتها لذلك، حتى أصبحت مشهورة بإتقانها للمهنة، وتم تعينها من قبل منظمات إغاثية للعمل معها، واستلمت إدارة مركز نسائي في قرية حاس.
وتطمح نهلة في إنشاء معمل للألبسة الجاهزة في مدينتها، لقد كانت معاناتها سببًا في نجاحها وتحقيق ما تتمناه كل امرأة، لتكون معيلًا لأسرتها في ظل الحرب، التي أفقدتها ولدها وزوجها، وكانت امرأة ناجحة رغم كل المأساة التي مرت بها.