فقدت أغلى أحبائي
اسمي “فاطمة” أبلغُ من العمر 40 عاماً متزوجّةٌ ولديَّ أربعةُ أولادٍ وأربع بنات، زوجي يعملُ في مجال البناء ببلدة سنجار البعيدة عن مدينتنا وكانَ من الضروريّ أن نذهب إلى مكان عمله لنستقرَّ هناك.
وبعد شهر من عودتنا قامت الثورة وانتشرت في جميع المنطقة حتى شملت بلدتي وخرج أولادي وزوجي مع المتظاهرين، حتى تحولت إلى كفاح مسلحة فخرج ولدي خالد مع المقاتلين إلى المعارك.
وكان زوجي من أوائل المعارضين للنظام ولم يمنع أولادي أن ينضموا إلى الفصائل وكان يشجعهم للانضمام للحراك الثوري، فكان ولدي خالد يذهب كثيراً إلى المعارك، حتى جاء اليوم الذي فقدت به ولدي بأحد المعارك التي كان يشارك بها.
وهنا بدأت معاناتي عندما فقدت ولدي خالد في إحدى المعارك، لقد كان خبر استشهاده من أقسى لحظات حياتي، كانت الدمع في عيني لا يهدأ، لقد قبَّلتُ ولدي وودَّعته وحالي كحال جميع الأمهات اللواتي فجعن بأبنائهن.
كنت أعتقد أن هذه المصيبة من أصعب المصائب التي تعرضت لها بحياتي، وبعد سنة على استشهاد ولدي اعتقل زوجي وتم سجنه بمعرة النعمان ظلَّ مدة شهر وفي اليوم الذي كان من المفترض خروجه، حيث تعرض السجن إلى غارة جوية أصبح البناء شبه مدمر بالكامل تم اسعاف زوجي إلى المشفى الوطني ولكن كانت إصابته خطيرة حيث بقي في غرفة العمليات مدة ساعتين بعدها خرج الطبيب ليخبرني أن زوجي قد فارق الحياة كانت الصدمة الكبرى التي تلقيتها بحياتي فقد فقدت ولدي وزجي في هذه الحياة.