رُغم الصِّعاب تمكنت سماح من تحقيق حلمها
تغريد العبد الله (كفرنبل-إدلب)
سماح تبلغ من العمر (26) عامًا، تعيش في عائلة مكونة من تسعة بنات وخمس أولاد، تسكن في قرية شرقي مدينة معرة النعمان، درست سماح كلية الشريعة في مدينة حلب وأنهت السنة الأولى من دراستها، تزوجت من ابن خالها وأكملت دراستها بعد ذلك.
في بداية السنة الثانية من دراستها اندلعت الثورة وعمت معظم المدن السورية الثائرة، لم تكن مدينة حلب ممن ساند الثورة في البداية، ولمنع التظاهر نشر النظام قواته وشبحيته في أنحاء المدينة وخاصة في الكليات الجامعية، كانت سماح تذهب فقط لجلب المحاضرات وتدرس في منزلها، ومن ثم تذهب لتقديم امتحاناتها، أنهت السنة الثانية بصعوبة، لكن لم تكمل الثالثة، بسبب منعها من الدخول لمدينة حلب من قبل الحواجز المتواجدة على الطرقات العامة كونها من مدينة إدلب، حاولت الدخول لتقديم موادها من طريقين مختلفين، لكن دون جدوى فقررت ترك الجامعة والتزامها بمنزلها.
عاشت سماح مع زوجها ورزقت بطفل، وبعد تركها لدراستها بدأت تعلم مهنة الكوافيرة في صالون حلاقة نسائي، ولكن وبسبب القصف المستمر على المدنية وخطورة الوضع، قررت هي وزوجها العودة إلى قريته جنوب إدلب، بقيت سماح في عزلة عن الناس عدة أشهر حتى تعرفت إلى امرأة كانت تخضع لدورات في مدينة كفرنبل، فطلبت منها مرافقتها الى الدورة للترويح عن نفسها وخاصة بعد خسارتها لجامعتها، وبعد 15 يومًا أخبرتها المرأة بأنها ستفتح مركزًا لتعليم النساء الخياطة وطلبت إليها الانضمام الى المتعلمات وتعلم الخياطة، قبلت سماح بذلك وكلها أمل في أن تنجح، انضمت سماح للدورة وتعلمت الخياطة ونجحت فيها.
التحقت سماح بعد ذلك بدورات لتعليم اللغة الإنكليزية وإدارة المشاريع وغيرها، وقد كانت من الأوائل فيها، وتم تعيينها مديرة لمركز تعليم الخياطة الذي تعلمت فيه وساعدت في إنشائه، كما ساعدت الكثير من النساء لإيجاد فرص عمل وإعالة أسرهن وخاصة أن معظمهن أرامل.
التحقت بعد ذلك بمعهد لإعداد المدرسين في قرية جرجناز، وكانت سعادتها كبيرة بأنها عادت لدراستها رغم الصعوبات التي تواجهها من قصف الطيران وخطورة الطريق، لكنها أصرت على متابعة دراستها حتى حصلت على الشهادة وتخرجت.
بعد أن تخرجت سماح قررت العمل في مجال شهادتها، وتعليم الأطفال في المدرسة فتقدمت إلى مسابقة تابعة للائتلاف وتعينت في مدرسة القرية، وتركت المركز لتحقيق رغبتها ضمن شهادتها، والأن تُعِد لفتح روضة للأطفال مع أحد الأشخاص الذي طلب منها ذلك لخبرتها ضمن ما تعلمته ونجحت فيه.