بالجَدِّ والمثابرةِ حققتْ حياةً رغيدةً لأطفالها
نسرين الموسى (كفرنبل -إدلب)
أسماء امرأة في الثلاثين من عمرها متزوجة من شاب من مدينة كفرنبل، رزقت منه بطفل وطفلة، عمل زوجها في شركة اتصالات، بدأ زوجها يعاني من المرض وتغيرت ملامحه ومع مرور الوقت اتضح أنه مصاب بمرض السرطان، كان المرض قد انتشر في جميع أنحاء جسده، أجرى تحاليل وصور، وكان عليه أن يخضع للعلاج بأسرع وقت، لكن لم يكن يملك مالًا كافي.
ساءت أوضاعه الصحية وأخذ المرض يستفحل في جسده، وكان عليه أخذ جرعة خاصة للمرض، ولا يوجد منها إلا في المناطق التي تخضع لسيطرة قوات الأسد، ولابد من أخذه لتلك المناطق لتلقي العلاج المناسب.
لم تكن أسماء تملك المال الكافي لدفع تكاليف العلاج، فاضطرت للبحث عن عمل، ووجدت عملًا في أحد المشافي التابع لإحدى المنظمات، استمر الوضع على ذلك الحال عدة أشهر إلى أن توفي زوجها.
ثقل الحمل على كاهل أسماء بعد وفاة زوجها، أغلق المشفى الذي كانت تعمل فيه، وبدأت تبحث عن عمل، سجلت في دورة لتعلم الخياطة وبعد خضوعها للدورة وتفوقها فيها استلمت مديرة للمركز الذي كانت تتدرب فيه.
وفي أحد الأيام استهدفت طائرة حربية بغارة جوية المدينة، حيث أصيب المركز بأضرار مادية كبيرة جراء تلك الغارة، قررت أسماء نقل المركز إلى بيتها، واستمرت في دورات التعليم للنساء اللواتي يقصدنها، كانت في غاية السعادة في عملها.
بدأت أسماء بتطوير العمل وأخذت بتوسيع مجالات التعلم والتدريب إلى دورات في التمريض ولف الشعر واللغة وغيرها، كانت سعيدة في هذا النجاح الذي أنجزته في حياتها، وتطمح الى الاستمرار والتطوير لتتمكن من مساعدة كل من ضاقت بهم سبل العيش، وتحقيق ذاتها وتأمين مستقبل جميل لأولادها “محمد ومروة”.