حققت ما كانت تحلم به منذ الطفولة
أمل الأحمد (كفرنبل –إدلب)
أم أحمد من مدينة إدلب متزوجة ولديها خمسة أولاد (ثلاث شبان وابنتان)، عاشت معهم حياةً بسيطةً تملؤها المحبة والفرح، كان والدها يعمل في مشفى تشرين بمدينة دمشق، كانت تحلم في العمل إلى جانب والدها في تلك المشفى، درست حتى وصلت إلى البكلوريا، خضعت للامتحان وكانت رغبتها كبيرة بأن تصبح ممرضة أسنان، وبعد انتهائها من الامتحان أخذت تنتظر ظهور النتائج.
نجحت في الامتحان بمعدل جيد، وكانت فرحةً بهذه النتيجة، فقد أصبح بإمكانها دخول الفرع الذي تريد في الجامعة، وبعد ذلك ذهبت إلى الجامعة وسجلت في فرع معهد التمريض كانت متشوقةً جدًا للدراسة، لأنها ستعمل في المجال الذي لطالما أحبته منذ أن كانت طفلة، وبعد انتهائها من دراسة السنة الأولى تقدم لها شاب من مدينتها يعمل بالفرع الأمني بدمشق، قبلت به وعادت إلى مدينتها لإتمام مراسم الزفاف بقيت مدة شهر ثم عادت إلى دمشق لتكمل السنة الثانية من الدراسة، وأنهت السنة الثانية وحصلت على شهادة التمريض.
وبعد اندلاع الثورة وبسبب سوء الوضع الأمني طلب والد زوجها منه الانشقاق والعودة إلى البلدة خوفًا عليه، فقد كانت في البداية معارضة على هذا الأمر ولكن وبعد إصرار والد زوجها على زوجها للانشقاق، قرر زوجها العودة إلى البلدة، عادت بدون أن تأخذ شيئًا من أثاث منزلها معهم خوفًا من حواجز النظام المنتشرة على الطريق فقد كانت رحلة صعبة في حياتها.
أقامت في بيت أهل زوجها لعدم امتلاكهم لمنزل خاص بهم، ومع كل ذلك كانت مصرة على البحث عن عمل بشهادتها التي حصلت عليها، ذهبت إلى المشفى الوطني المتواجد بمدينة معرة النعمان وقدمت الشهادة التي بحوزتها وبعض الأوراق، طُلب إليها العودة بعد أسبوع لإخبارها بالنتيجة، وبعد أسبوع وكانت متفائلة بقبولها ذهبت إلى المشفى وكانت النتيجة تم قبولها للعمل في المشفى، فرحت كثيرًا بهذا الخبر، فقد تحقق حلمها بهذا العمل، وأصبحت امرأة مساهمة في المجتمع، وقادرة على إعالة أسرتها.