مازال الأمل يسكن قلبي
اسمي ياسمين عمري 50 سنة من مدينة مورك في ريف حماة متزوجة ولدي 4 أولاد، كان زوجي قد قدم أورقه التقاعدية وعدنا إلى مدينتي “مورك”، وكان طيران العدوان الروسي يقصف المناطق المحررة بشكل مستمر، وفي يوم من الأيام كنت أحتسي القهوة عند جارتي وإذا بصوت قوي يصدرُ من الشارعِ الذي نسكن به، كان صوتاً أشبهَ بصوتِ الرعد الصاخب، رافقته صدمةٌ قوية رمت بنا أرضاُ.
خرجت لأتقصى الأمر وأتفقدَّ عائلتي ومنزلي كلَ ما أردته في تلك اللحظة كانَ معرفة ما حلَّ بهم، فكانت الصدمة كبيرة عليّ لم أصدق ما رأيت كان منزلي مهدمَّاً بالكامل، أخذتني جارتي إلى القبو الذي كان بجوار بيتها خوفاً من غارة ثانية، كنت مشوشة وخائفة على زوجي، فأنا لم أعرف أين هو، في ذلك الوقت كانت دموعي وصراخي تملآن المكان، عندما سمع زوجي صوتي أتى مسرعاً يخبرني أنه بخير ولم يصبهُ أذى.
بعد أن طمأنني عن نفسه أخبرني أن بيتنا أصبح ركاماً، وبعدما انتهى الطيران من تنفيذ غاراته عدّنا إلى المنزل ولم نجد منه سوى ذكرياتنا وتعب عمرنا أصبحَ أحجاراً وقطعاُ صغيرة، في تلكَ الفترة الصعبة قرر زوجي النزوح إلى ريف إدلب في قرية معرة حرمة، أخذنا بيتنا صغيراً وكان زوجي يفكر في هذا الأمر الذي وصلنا إليها، وفي صباح أحد الأيام عندما استيقظت وإذا بي أرى زوجي لا يستطيع الكلام ولا الحراك كان يشيرُ بعينيه لم يستطع أن يفعلَ شيءً آخر، وأدركنا بعد ذلك أنه تعرَّضَ لجلطة دماغية أدت إلى شلل نصفي في جنبه الأيسر.
اتصل ابني وقال لي سوف ننزح إلى ريف إدلب مع قافلة المهجرين من دمشق، بعد عناءٍ طويل وتعب ومشقَّة شديدين وصل ابني هو وزوجته وأولاده الثلاثة، كان البيت صغيراً جداً لم يكد يتَّسع لنا جمعياً، بعد ذلك خرج ابني لبيع الذرة على باب أحد المدارس لتوفير لقمة العيش لنا ولعائلته، كان زوجي يخضع لعلاج فيزيائي كل يوم وعلينا أن نوفر آجار جلساتِ العلاج والمراهم والأدويةِ المطلوبة.
قررت أن أعمل في المنزل، ذهبت إلى أحد المطاعم لأعمل في تقشير الثوم والبطاطا رحب صاحب المطعم بالفكرة وأعطاني الثوم والبطاطا وصرت أعمل طوال اليوم أنا وزوجة ابني وهكذا تمضي الأيام وكلي أمل بأن يشفى زوجي من مرضه ونعود سوية إلى قريتنا في ريف حماة.