مازالَ أملي باللهَ كبيراً وما زلت أنتظر أن يلتمَّ شملي بأولادي
أم خالد من درعا البلد، أم لثمانية أولاد، أربع بنات وأربعة صبيان، كنت أعيش مع عائلتي حياة سعيدة على الرغم من ضيق الحال، فقد كنت أعمل في المستشفى لتأمين لقمة العيش لي ولعائلتي، لأن حالة زوجي المادية كانت ضعيفة.
ولكن وعلى الرغم من فقرنا كان الناس لا يتركونا وشأننا، بيومٍ من الأيام وبينما أنا في المنزل وإذا بباب المنزل يطرق بقوة مخيفة ففتحت الباب وإذا بأربعة رجال يطلبون مني الذهاب معهم إلى فرع التحقيق، فقلت لهم أنا لم أفعل شيئاً قالوا هيا معنا وإن كنت بريئة ستعودين إلى منزلك.
بدأت أسألهم لماذا أحضروني إلى هنا، وبعد التحقيق عرفت أني متهمة بتفجير حاجز الحراك، فقلت لهم بأني لا أعرف حاجز الحراك، فما كان منهم إلا أحضروا شاباً وأصبحوا يضربوه بقسوة وقوة من أجل إرغامي على الاعتراف وكان الشاب يقول لي لا تعترفي، وكل ما سألوني عن حاجز الحراك فأقول لهم لا أعرفه، يضربوا الشاب الذي أحضروه من أجل أن أعترف، ومن قسوة الضرب الذي ضربوه للشاب أخذ ينزف الدم من شفتيه ومن رأسه.
ومن شدة خوفي على ذلك الشاب الذي لا ذنب له بقضيتي اعترفت لهم بتفجير حاجز الحراك مع أني لا أعرفه، وعندها نقلوني من مكان سجني إلى مكان آخر على أمل الخروج من السجن بعد فترة قصيرة، وعندما وصلت سألني المحقق إذا كنت أنا من فجر حاجز الحراك فقلت له:” لا وأنكرت كل ما قلته في التحقيق السابق”، وأخبرته بأني تحت ضغط التحقيق اضطررت للاعتراف.
فأدخلوني السجن من دون محاكمة وكل يوم يخبروني أن محاكمتي غداً إلى أن أمضيت داخل السجن أربع سنوات وخمسة أشهر، وبعدها قاموا بإخراجي من السجن بعملية تبادل الأسرى مع الجيش الحر وعند الاستبدال قاموا بإحضارنا إلى محافظة إدلب، وها أنا اليوم أسكن في مدينة كفرنبل في غرفة حالتها يرثى لها وليس لدي معيل يعيلني، وأعاني من الفقر والحرمان، وأيضاً من فقدان أولادي الذين تركتهم في درعا ولا أعرف عنهم أي خبر.
وأنا الآن أدعو الله أن يلم شملي بأولادي الذين أفتقدهم كثيراً بعد كل هذه السنوات من الغياب وأتمنى من الله أن ينتقم من هذا النظام الظالم الذي حرمني منهم كل هذه السنوات.