قصةُ حبٍ في زمنِ الثورة تنتهي بساقٍ مبتورة وامرأةٍ عاملة
أنا امرأة في 18 من العمر وأعيش في قرية “عين لا روز” بريفِ إدلب الجنوبي، بدأت الثورة وكان إخوتي وأقاربي من المتظاهرين الأوائل بريف إدلب وينسقون مع الفصائل الأخرى.
بدأ العام الدراسي للسنة الجديدة وكان عليّ الذهاب إلى المحافظة لتقديم الفحص النهائي للشهادة الثانوية، وكان الطريق في خطر دائمٍ، لأنه مليءٌ بحواجز الجيشِ الأسدي، ورغم الصعوبات التي كنت أوجهها كنت مصرةً على الذهاب، فذهبنا أنا وعدد من رفيقاتي إلى إدلب.
وصلنا إلى إدلب وأخذنا بيت صغير أنا ورفاقي لأحد أقاربي، كما وكان هناك حاجز للجيش الأسدي بقرب المدرسة التي ذهبت إليها، ذهبت إلى المدرسة، أوقفني الحاجز وتم توقيفي لعدة ساعات كما أن الضابط الذي في الحاجز هو من قرية من منطقتنا وقدم إليّ المساعدة وبداءة العلاقة العاطفية التي ربطتني به عشنا قصة حب طويلة وانتهى الفحص وعدت إلى بلدتي وبقينا على تواصل.
وفي يوم من الأيام تقدم لخطبتي، كان رد أهلي بالرفض لأنه كان يعمل في النظام الأسد، ما كان عليه ألا الانشقاق من صفوف الأسد وأتى إلى بلدتي وأنضم إلى الكتيبة التي كان بها أخوتي تقدم إلى خطبتي مرة ثانية وكان رد أهلي بالموافقة، استأجرنا بيت صغيراً، احتفلنا في عرسنا، عشنا حياة هادئة، وفي يوم من الأيام خرجت الكتيبة إلى معركة وكان زوجي وإخوتي معهم فبدأت مأساتي عندما أصيب في المعركة.
دخل زوجي المشفى وبعد ساعات أخبرني أخي أن زوجي قد بترت قدمه اليسرى، كان الحزن يملئ قلبي ولم يكن معي مال، خرجت للبحث عن عمل في أحد المشافي الميدانية، تعلمت التمريض، وبدأت أعمل في إحدى المشافي لتوفير لقمة العيش وتوفير الدواء لزوجي، وفي يوم من الأيام كنت أشعر بالدوار ذهبت لأجراء فحصٍ طبيٍ لأعرف ما سبب هذا الدوار، فأخبرني الطبيب أنني حامل، كنت سعيدةً بشكلٍ لا يوصف، وكان علي ترك العمل بسبب وضعي الصحي.
أخبرني أخي أن هناك مشفى مجاني على الحدود التركيا، ذهبت أنا وزوجي إلى هنالك كانت الأمور تجري على ما يرام، حيث خضع زوجي إلى معالجة ووضع قدم اصطناعية، وعدنا إلى القرية وإلى بيتنا الصغير.
وفي يوم من الأيام أتى صديق زوجي واقترح عليه أن يعمل “بالفسيفساء” ويحضر الحصى واللاصق “الشعلة” للعمل في المنزل، ولكي نستطيع أن نوفر متطلبات الحياة ولا نحتاج إلى أحد، وكلي أمل أن يعود الأمان إلى وطني الحبيب سوريا.