بالإصرار والعزيمة يولد النجاح
لم تقتصر قصص النجاح على الخيال أو الأحلام، حيث يعد النجاح من الأشياء التي تحتاج الكثير من الإصرار والعزيمة من قبل الأشخاص الذين يحلمون دومًا بالوصول إليه.
نغم في الـ 27 من عمرها، من مدينة كفرنبل، طالبة جامعية بكلية الآداب في جامعة حلب، كانت تطمح للوصول إلى المرحلة الجامعية منذ صغرها ودخولها الفرع الذي تحبه، درست أول ثلاثة سنوات في الجامعة، وخلال دراستها اندلعت الثورة السورية وبدأ الحراك الثوري في المحافظات السورية.
لم تتمكن نغم من إكمال دراستها بسبب انتشار حواجز قوات الأسد على الطريق وداخل المدن، مما اضطر نغم للتخلي عن جامعتها خوفًا على حياتها.
جلست نغم في بيتها سنة ونصف، بعد أن قدمت على عدة وظائف في مجال التدريس، لكن لم يحالفها الحظ لعدم حصولها على الشهادة الجامعية.
في هذا الوقت كثر عمل المنظمات الدولية في المدينة مما سمح لعدد كثير من الشبان والشابات بالانتساب لها والعمل فيها، فقد كان هناك منظمة تعمل في مجال الإعلام وتدعم الشبان والشابات على الدخول فيها، بعد الخضوع لدورات تدريبية.
خضعت نغم لعدة دورات تدريبية وحصلت على شهادات تؤهلها للعمل في المنظمات، كانت في البداية تكتب قصص عن معاناة المرأة السورية في ظل الثورة الراهنة، وتعلمت طريقة تحرير الأخبار في موقع المنظمة، ومن خلال عملها كانت تخضع لدورات تقوية في تحرير الأخبار وكتابة التقارير وغيرها، لتتمكن من الاعتماد على نفسها في هذا المجال، فهو ليس بالسهل ويحتاج لعزيمة قوية وإصرار للوصول إلى الهدف.
وبعد عامان من العمل في المنظمة أتقنت نغم عملها، فعملت على تحرير الأخبار في الموقع الالكتروني للمنظمة، بالإضافة لكتابة المدونات عن معاناة المرأة، ومن ثم تعلمت كتابة قصص النجاح التي بدورها تظهر للعالم بأن المرأة السورية لن تجلس صامتة على الفقر والقهر والعذاب، بل كافحت وناضلت لترفع نفسها لمستوى أفضل ولتعيل أسرتها بعد أن فقدت معظم النساء أزواجهن.
على الرغم من نظرة المجتمع المناهضة لنغم والفتيات اللواتي دخلن مجال الإعلام، إلا أنها لم تكره العمل بل تابعت دوراتها وعملها بنجاح، دون الاكتراث لكلام الناس الموجه لها ولغيرها.
نور العمري (كفرنبل-إدلب)