عجز ولدي يؤلمني كثيراً
أنا أمل أبلغ من العمر أربعين عاماً، من مدينة إدلب متزوجة من ابن عمي، ولدي أربعة أولاد ثلاثة صبيان وابنة وحيدة، كنا نعيش في دمشق بمدينة الست زينب، حيث عمل زوجي، كان يعمل مقدم لدى قوات الأسد، فقد استطعنا شراء منزل من راتب زوجي الذي كان يتقاضاه، كنا نعيش حياة هادئة.
ومع بدء الحراك الثوري في بلدنا، وامتداده ليشمل جميع المناطق والذي كان لمديتنا من هذا الحراك نصيب، أصبح عمل زوجي بخطر وكان لا بد لنا من العودة لمديتنا، وبالفعل عدت إلى المدينة أنا وأولادي وكان خوفي على زوجي كثيراً لأنه لم يأتي معنا، وبعد وصولي إلى مدينتي، بقيت على اتصال مع زوجي، وبعد فترة وخلال فترة العيد نزل زوجي إلى المدينة بحلول مناسبة العيد وقرر زوجي عدم العودة إلى دمشق، نعم عدنا وتركنا كل ما كنا نملكه، فلم يكن لدينا منزل في مديتنا، لذلك عشنا مع أهل زوجي مدة سنة، كانت تلك الأيام صعبة فعائلتنا أصبحت كبيرة ولم نعد قادرين على البقاء في بيت أهل زوجي.
بعدها قرر زوجي الذهاب إلى المخيمات، وخاصة عندما علمنا بوجود مخيم للضباط المنشقين عن نظام الأسد، وبالفعل ذهبنا واقمنا في المخيم، ظننت أنني سأعيش سعيدة بعيدة عن الحرب والقصف، لكن ولدي الكبير أحمد كان قد هرب وعاد إلى البلدة وأنضم إلى أحد الفصائل، حاولت مراراً التواصل معه للعودة خوفاً عليه ولكنه كان مصراً على البقاء، حتى جاء يوماً وأخبرنا أحد أصدقائه أنه أصيب بالمعركة وتم نقله إلى مشفى أورينت على الحدود التركية، وكان ذلك الخبر مثل الصاعقة، فذهبت أليه وكأن السماء جاثمتاً على صدري، وعند وصولي اليه كان وضعه صعب جداً، وبقي ولدي في المستشفى مدة ثلاثة أشهر مستلقياً على بالفراش لا يستطيع المشي، وبعد أن تعافا عاد معي إلى المخيم.
ولكن معانتي الأكبر كانت مع ولدي الذي كان بأحشائي، عندما أخبرتني الطبيبة أن ولدي لديه تشوه برجليه فكانت رجله الأيمن أقل نمو من اليسرى، وبعد أن وضعت مولودي أجرينا له عدة عمليات ولكن ما زال حتى الأن لديه قصر وأتمنى من الله أن يشفي ولدي ويصبح مثل باقي الأولاد، يركض ويلعب دون أن تعيقه قدمه.
أمل الأحمد