امرأة خيم عليها الحزن والظلام
أميرة تبلغ من العمر 25 عاماً، متزوجة ولديها ثلاث بنات وولد، مقيمة بمنزل مؤلف من غرفة واحدة ومنافعها في قرية جبالا.
ترعرعت أميرة في مدينة كفرنبل، بعدها تزوجت شاب من قرية جبالا، يعمل عاملاً، كانت حياتها بسيطة، سكنت بالبداية بمنزل أهل زوجها، وذلك لفقر حال زوجها، وبجانب المنزل ومحاذته كانت توجد حظيرة فيها “بقرتين” تعيش منها العائلة بأكملها، كبرت عائلة أميرة وأصبحت الحياة صعبة فأولادها من جهة، والعمل بمنزل أهل زوجها من جهة، والعمل بالحظيرة من إطعام وحليب وتنظيفها من جهة أخرى.
وبعد فترة حصل خلاف بينها وبين أم زوجها “حماتها”، وقامت أميرة بإعلام زوجها بما تتعرض له من مشاكل من أهله، فحاول تهدئتها بالصبر حتى يقوم ببناء منزل مستقل تقيم به.
ومع بداية الثورة السورية تغيرت الأحوال، لم يعد زوج أميرة يعثر على عمل بسبب الأحوال التي تمر بها البلاد من قصف وعنف من قبل قوات نظام الأسد، حتى قرر زوجها الالتحاق بصفوف الثوار، وبالفعل أصبح عنصر من عناصر جيش إدلب الحر، وبدأ يرابط على الجبهات الساخنة.
وفي تاريخ ٢/٢/٢٠١٧ استشهد زوجها أثر إصابته بشظية برأسه، من قذيفة أثناء وجوده بأحد الخنادق بنقاط الرباط بريف حماه الشمالي، كان خبر استشهاده صاعق وعنيف على زوجته أميرة، وبدأت دموعها تنهمر بشكل كثيف على وجنيها، وبعد استشهاده بفترة من الزمن تابعت حياتها بمنزل أهل زوجها، والحزن يخيم عليها.
واختلفت حياتها كلياً بعد استشهاد زوجها، أصبحت تتعرض لبعض المضايقات من أهله، وخاصةً أم زوجها، ولكنها كانت تتحمل من أجل أولادها الصغار، وعند ازدياد الظلم عليها قررت متابعة البناء الذي أشاده زوجها، والمؤلف من غرفة واحدة، وقررت النوم بالحظيرة مع “البقر” حتى الانتهاء من العمل بالبناء، كان الليل طويلًا جداً، وكان صوت خوار “البقر” يخيف الأطفال، فما كان لها سوى البكاء على هذا الحال الذي آلت اليه.
ولكن بعد فترة وبمساعدة الأهالي تمكنت من إتمام بناء الغرفة، وانتقلت للعيش في مسكنها الجديد، ولم يكن يعلم في حالها سوى الله، وبعد سنة من انتقالها وانعزالها في مسكنها، تم تخصيص لها بعض المعونات من المجالس والجمعيات الخيرية، وتابعت أميرة حياتها رغم الظروف التي تمر بها البلاد.
(صبحية البيوش)