لا يأس مع الإصرار على الحياة والنجاح
ما أجمل طعم النجاح وما أروع الأحلام عندما تتحقق في أرض الواقع وتصبح حقيقة تراها العين، وما أجمل أن أرى نجاحي يتحقق، كانت سما تدرس في جامعة دمشق وكانت تحلم بحياة هادئة وجميلة مع خطيبها حسان الذي كان يعمل في منظمة الهلال الأحمر في دمشق.
وفي يوم من الأيام تعرض حسان للاعتقال في تهمة تمويل الإرهاب، فقررت سما الذهاب لزيارة خطيبها حسان في سجن نظام الأسد، وبعد ذهابها أدخلها الضابط إلى غرفة مغلقة وبدء يطرح عليها الأسئلة كحبات المطر سؤال تلو الآخر حتى قال لها لن تعودي إلى البيت وعليك البقاء عندنا في هذه الفترة.
وكانت سما تظن أنها ستخرج بعد ساعات قليلة، وبعد يوم كامل بدأت قوات الأسد بالتحقيق معها، وقد بقيت سما على هذه الحال ثلاثة أشهر في سجون نظام الأسد، وهي لا تعلم ما التهمة التي ارتكبتها، وفي يوم من الأيام ناداها السجان باسمها وقال لها إن اسمك في صفقة المبادلة بين قوات الأسد والجيش الحر.
وكان من ضمن هذه الصفقة أيضاً حسان، واجتمع حسان وسما في قلعة المضيق وذهبوا إلى المحكمة الشرعية ليكن هناك زواج رسمي.
بعدها استأجر حسان بيت صغير في مدينة معرة النعمان، ذهبت سما إلى الجيران وأخبرتهم أنها كانت تدرس معلمة فرحب أهل الحارة بها وافتتحوا له صالة صغيرة لتعليم الأطفال وكانت سعيدة بالأطفال، فقررت أن تكمل دراستها في المناطق المحررة.
كانت سما سعيدة بهذا الإنجاز الصغير لأنها تعمل في مجال دراستها وبدأ حسان في العمل مع فريق توعية في جلسات عن حماية الأطفال من مخلفات القصف والحرب.
ولا زالت سما تحلم بالعودة إلى مدينتها حرستا في دمشق هي وزوجها حسان وولدها الصغير، وأن تصبح سوريا حرة بدون نظام الأسد والعودة إلى بيت صغير في بلاد الياسمين دمشق.
نسرين الموسى