معاناتي بعد اعتقال زوجي
إيناس المحمد (كفرنبل-ادلب)
تزوجت في الخامسة عشر من عمري، رزقني الله بأربع بنات وولد واحد، عشنا حياة هادئة في منزل أهل زوجي لمدة سنتين، حتى تمكن زوجي من التطوع في الجيش وبدأ يتقاضى راتباً جيداً، حيث تغيرت حياتنا نحو الأفضل، واستطاع زوجي بهذا الراتب بناء بيت صغير مؤلف من غرفتين.
لم يدم الحال طويلاً حتى اندلعت الثورة وتغير مجرى حياتنا.. كان زوجي من أول المعارضين لهذا النظام بسبب ما كان يراه من التمييز الطائفي في صفوف الجيش، قرر مساعدة الثوار بالخفية دون أن يعلم أحد بذلك، وعندما دخل الجيش إلى جميع المناطق، ونشر الحواجز في الشوارع والطرقات، وتحولت الثورة من سلمية إلى كفاح مسلح، بدأ زوجي بتهريب بعض الذخائر والرصاص وأدوات صيانة الأسلحة الى الثوار.
وبحكم عمله كمتطوع في الجيش لم تكن حواجز قوات الأسد توقفه للتفتيش، وفي أحد الأيام وأثناء عودته من الوظيفة كان يحمل بعض الذخائر، وفي تلك الأثناء كانت الحواجز منتشرة بكثرة في جميع المناطق، أوقفه أحد الحواجز للتفتيش على غير العادة.
روى لنا أحد أصدقاء زوجي الذي كان معه في ذلك الموقف، فقال: تلقى الحاجز اتصال هاتفي بإيقاف زوجي وتفتيشه، بدأ العناصر بتفتيشه وعثروا على الذخائر والرصاص الذي كان يحمله، فقاموا باعتقاله وضربه، فوجود هذه الذخائر بحوزته جريمة لا تغتفر، احتجزوه عندهم وبدؤوا بتنقيله من حاجز إلى أخر وكنت أعلم في جميع الأماكن التي يتم نقله إليها حتى وصل في نهاية المطاف الى سجن صيدنايا.
بدأت معاناتي مع الحياة تزداد كل يوم، فلم يعد لدي من يساندني ويقوم بتأمين ما أحتاجه أنا وأطفالي، ساءت حالتي المادية كثيراً، كنت أحصل على بعض المساعدة من أهلي، ولكن القصف المتواصل على البلدة أجبر كثيراً من الناس على النزوح، قررت النزوح إلى لبنان حيث يتواجد ابن عمي الذي تكفل بمصروف لي ولأطفالي واستأجر منزل لنا أقمت فيه لمدة سنة، وبعدها علمت أن الوضع قد تحسن ويوجد منظمات توزع رواتب لنساء المعتقلين والشهداء.
قررت العودة إلى البلدة وإلى منزلي الذي تركته مدة طويلة، ولكن بالنسبة إلى الرواتب كانت شبه جيدة وتكفينا مصروف شهرنا، وفي بعض الأوقات تنقطع وتبقى مدة طويلة حتى تعود وعندما تعود كانت تقل عن الراتب السابق حتى انقطعت نهائياً، ولكن في نهاية الأمر الحمد لله نعيش على المساعدات والصدقات التي تأتي من الخارج على أمل الفرج قريباً.