رحل كل شيء جميل في حياتي
أنا سهيلة أبلغ من العمر 50 عام من مواليد مدينة كفرنبل، متزوجة ولدي خمسة أولاد، ومع بداية الثورة وبداية المظاهرات، انخرطت عائلتي في هذا الحراك الثوري.
وكان ابني أحمد من أول المتظاهرين مع أبناء المدينة، وفي يوم من أيام الجمعة وبعد خروج مظاهرة عارمة في المدينة، بدأت قوات الأسد تلاحق المتظاهرين في شوارع المدينة، وهي تطلق الرصاص الكثيف باتجاههم، بعدها صار قلبي يخفق بسرعة وأصبحت أشعر باضطراب كبير بداخلي، خوفاً من أن يحدث أي مكروه لولدي أحمد،
وبعد أن هدأ صوت الرصاص، وإذ بصديق ابني أحمد يطرق الباب بسرعة ليخبرني أن ولدي قد تعرض للإصابة برصاصة في صدره، لم أصدق ماذا سمعت وخرجت مسرعة إلى الشارع وأنا أنادي بصوت مرتفع أحمد أحمد، بعدها ذهبت إلى المشفى وكانت المفاجأة الكبرى لي، وهي استشهاد ولدي أحمد.
بعد ذلك خيم الحزن على حياتي وبيتي وأصبحت كئيبة ومتوترة في أغلب الأوقات حتى على الأشخاص الذين كانوا حولي، وبعد فترة من الزمن، أخذ نظام الأسد يكثف الغارات الجوية علىّ المدينة حتى وصل القصف إلى الحي الذي أسكن فيه، قرر بعدها زوجي النزوح إلى عفرين في ريف حلب.
وبالفعل أخذت أحزم الأمتعة ومع إشراقة الشمس خرجت من بيتي تاركة ورائي رائحة أحمد وذكرياته في المنزل التي كانت تواسيني في فراقه.
وبعد أيام رن هاتفي وإذ بجارتي فاطمة تخبرني أن القصف لم يتوقف عند غارات الطيران الحربي بل كانت قوات نظام الأسد تذخر راجمة من أحد معسكراتها وكانت الصواريخ شديدة الأنفجار وأخبرتني أن هذه الصواريخ قد اصابت منزلي الصغير ما أدى إلى تدمير نصف المنزل.
وبعد أيام قررنا العودة إلى مدينتنا العزيزة وإلى منزلنا الصغير الحبيب، فلم نجد إلا نصف منزل، منزلي هذا الذي كان بمثابة أمان لي ضاع وضاعت معه كل نافذة أمل في هذه الحياة، ولكن لا يسعني أن أقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل.
نسرين الموسى