هربت من مرارة القصف الى مرارة العيش بالمخيمات
أنا ام مصطفى أبلغ من العمر 50 عاماً، نزحت من مدينة حلب منذ أربع سنوات، وأقيم الآن مع زوجي وولدي الوحيد الذي لم يبقى لي غيره، وأبنتي الأرملة ولديها ثمانية أطفال في مخيم سجو بريف حلب.
وقبل أن أنزح من حلب، ومع اندلاع الثورة السورية المباركة انخرط أحد أولادي في المظاهرات التي عمت أرجاء مدينة حلب ومنها حينا حي الميسر، وكانت مشاركة ولدي في تلك المظاهرات سلمية من خلال الهتافات والمطالبة بإسقاط نظام الأسد، وبعد عدة ايام قامت قوات الأسد باعتراض طريق ولدي بعد خروجه من المنزل، وقامت باعتقاله على الفور ولكنني لم أعلم بخبر اعتقاله إلا بعد ساعات معدودة من خروجه من المنزل، ولم أعلم عنه شيء بعد ذلك.
وبعد مرور ثمانية أشهر على اعتقال ولدي داخل سجون نظام الأسد جاءني خبر استشهاده على أيديهم الحاقدة، هذا الخبر كان صدمة لا توصف وكل ماكنت أقوى على فعله في ذلك الوقت البكاء.
وبعد مرور سنتان على استشهاد ولدي بدأت طائرات الأسد تشن غارات كثيفة على الحي والمنطقة التي كنا نقطنها بهدف السيطرة عليها، كما قامت بتشريد الألاف الأطفال والنساء وهدم منازلهم وطبعا أنا وعائلتي من بينهم.
نعم تشردنا واضطررنا أن ننزح من مرارة القصف والتهديم إلى مرارة العيش في المخيمات، مع ابنتي التي استشهد زوجها أيضاً في حلب، عبر رصاصة قناص من قبل يد الغدر (نظام الأسد) التي استقرت في قلبه ما أودى بحياته على الفور.
ولم يكن حينها بوسعنا سوى الذهاب إلى مخيمات ريف حلب، فلم يعد لدي أمل بالعودة مجدداً إلى منزلي بعد أن سيطرت قوات نظام الأسد على حلب وهدمت جزأ منه.
وكل ما حدث معي لا يعادل مدى حزني وألمي على فراق ولدي فاستشهاده كان صدمة كبيرة لي، وكل ما أمله الأن أن تبقى طفلته وطفله معي فهما من رائحته.
أية عبد السلام