غارة جوية ملعونة أخذت مني فلذة كبدي عمر
عندما نتحدث عن الأم نذكر مدينة كفرنبل فهي أم الشهداء.
كان يوماً صيفياً جميلاً وكانت جارتي أميرة كالعادة تقوم باحتساء القهوة الصباحية أمام منزلها.
عندما مررت من جانبها ألقيت عليها السلام، فقالت: أين أنت ذاهبة منذ الصباح، قلت لها: أريد ان أذهب إلى طبيب الأسنان، فقالت: لي لقد سمعت صوت طائرة حربية في الجو وفجأة وبدون أي إنذار سمعنا صوت انفجار غارة جوية وسط مدينة كفرنبل.
فقالت أميرة، إن الانفجار وقع في مكان بعيد عنا، إنه في الحي الثاني، أكملت طريقي، وفي عودتي إلى بيتي مررت من جانب بيت جارتي أميرة لأسمع صوت بكاء يملئ المكان دخلت مسرعة لأسأل ماذا جرى.
فوجدت أميرة تبكي وتصرخ “هل هذا الخبر غير صحيح قولوا لي إنه كذب” اقتربت منها ورحت أهدئ من روعها، ولم أعرف ما الذي جرى سألتها ما بك فقالت لقد استشهد ابني عمر فلذت كبدي في تلك الغارة الملعونة.
وبعد لحظات امتلئ البيت بأقاربها والجيران، حينها أدركت وأيقنت اميرة أن الخبر كان صحيح، وراحت تصرخ وتبكي وتقول لم يعد عندي من أناديه بعمر بعد اليوم ولم يعد يأتي ليشرب القهوة معي لقد استشهد عمر.
وبعد بضعة دقائق أتت سيارة الإسعاف ومعها عمر، اقتربت من السيارة وفتحت الباب لتراه لكن وجهه كان مليئاً بالغبار راحت تمسح الغبار من وجنتيه وتبكي وتقول لقد رحلت مبكراً يا ولدي.
اقتربت منها ورحت أهدئ من روعها لكنها لم تستمع إلى ولم تشعر بوجودي بقربها.
قالوا لها سوف نأخذه لندفنه، وعندما غادروا المكان أغمي عليها ولم نستطع إيقاظها إلا بالكحول عندما استيقظت بدت وكأنها مثل المختل عقلياً.
لا تبكي يا أميرة ولا تحزني فسوف تلقيه بالجنة إن شاء الله، فنحن لا نصير لنا إلا الله.
نسرين الموسى