مرض أبيها جعل منها امرأة عاملة
نور العمري (كفرنبل-ادلب)
لم تتخيل عيوش المهجرة من بلدتها بريف حماه الشمالي، أن تحقق نجاحاً كالذي حققته معظم النساء السوريات في أغلب المجالات، لطالما كانت النجاحات تبدأ بفكرة صغيرة ومن ثم تكبر ويكبر معها الأمل.
بالرغم من كل التحديات والصعوبات التي تلف حياتها تنطلق عيوش على متن دراجتها النارية ، متحدية هذه الصعوبات لتساعد أسرتها وتسير شؤون حياتها.
عندما بدأت التعلم على قيادة الدراجة النارية كان عمرها ١٣ سنة، كان والدها كل يوم يعلمها القيادة يومًا بعد يوم حتى أتقنت قيادة الدراجة النارية، فوالدها ليس باستطاعته القيادة بسبب مرض السكري الذي أدى لبتر قدمه، فضلا عن تضخم القلب والشرايين، فهو غير قادر على خدمة عائلته.
تقوم عيوش بالذهاب كل يوم إلى فرن الخبز وتجلب معها أكياس الخبز لعائلتها وللناس لتقوم ببيعها والاستفادة منها بمبلغ بسيط من المال.
معظم الأحيان تنحرج عيوش من كثرة أسئلة الناس لها عن قيادتها للدراجة النارية، فلا ترد عليهم لأن هذا يسبب لها الإحراج، وتمشي دون سماعها لما يُقال.
كذلك تقوم عيوش بالذهاب إلى الأفران المحاذية لمكان نزوحها وتجمع أرغفة الخبز اليابسة والمتكسرة، وتأتي به إلى منزلها وتقوم بتنشيفه ومن ثم تبيعه، فهي تقوم بهذا العمل اليومي لتؤمن لقمة العيش لأهلها الذين ليس لهم أي مردود مادي سواه.
فبعد نزوح عيوش إلى المخيمات تغلبت على الصعوبات التي تواجهها في مجتمعها، إلا أن إصرارها ومثابرتها دفعت بها إلى التقدم وتحقيق مرادها.