عاد إليّ الأمل في الحياة من جديد
نسرين الموسى (كفرنبل_ادلب)
اسمي سمر عمري 27 سنة، متزوجة وأم لولدين، بدأت حياتي جميلة هادئة مليئة بالحب والسعادة، كنت أعاني بعض المشقة في تربية الأولاد، وفجأة شعرت بإرهاق جسدي بدون أي أعراض سابقة، فلم يعد بوسعي القيام بأعمال المنزل، ولا الاهتمام بأطفالي، فقد كان كل من حولي يلاحظ شحوب وجهي وفقداني للكثير من وزني في أقل من شهر.
ذهبت إلى الطبيب وطلب مني تحاليل وصور أشعة، أجريت الصور والتحاليل المطلوبة، وبعد ظهور النتائج كانت النتائج لا تطمئن أبداً، فقد كان لديّ ورم في بيت الرحم وكان عليّ القيام بعمل جراحي على الفور وإلا ستتدهور حالتي إلى الأسوء.
لم نكن نملك المال الكافي لإجراء العمل الجراحي، فزوجي كان يعمل معالجاً فيزيائياً وكانت أجوره قليلة، وكانت أسعار الدواء مرتفعة لا نستطع شرائها، أما بالنسبة للمشافي المجانية كانت مليئة بالجرحى والمصابين بسبب قصف الطيران الذي لا يهدأ، وكان علينا أن نسجل دور وننتظر فترة طويلة لنتمكن من إجراء العمل الجراحي في تلك المشافي، لكن وضعي الصحي لا يحتمل الانتظار تلك الفترة، لم يكن أمامنا خيار آخر، علينا إجراء العمل في المشافي الخاصة، ذهب زوجي إلى بعض الجمعيات الخيرية ليجمع لي آجار العملية، وتمكن من جمع التكاليف، فقد تبرع أهل الخير بتكاليف العملية والتحاليل.
فرحت كثيراً بذلك الخبر، شكرت الله على كل شيء، لكن الشيء الوحيدة الذي دوما ما يبكيني هو أولادي، فمن سيهتم بهم ويرعاهم ريثما أشفى فهم بحاجة إليّ.
أما أمي فقد آلمها خبر مرضي كثيراً، كنت أرى في عينيها الحسرة والخوف على حالتي التي وصلت إليها، دوما ما كانت تدعو الله أن يشفيني.
دخلت إلى المشفى وكنت قد أُصبتُ بنزيفٍ قوي، أجريت لي العملية ومكثت في غرفة العناية المركزة عدة أيام، حتى شفيت وتعافيت وخرجت من المشفى، كانت أمي تهتم بأولادي وترعاهم، سُعِدَ زوجي وأولادي وأمي بخروجي من المشفى وأنا بصحة جيدة، فرحت كثيراً بعودتي الى بيتي ورؤية أولادي وشفائي من مرضي.