باسمة أصبحت الأب والأم لأولادها بعد وفاة زوجها
رغم أنها في مقتبل العمر إلاّ أنها لم تستسلم لمصابها وواقعها الأليم، فقد استشهد زوجها بعد تعرضه لإصابة بليغة في رأسه أثناء مشاركته بإحدى المعارك في ريف حلب و بقيت هي المعيل الوحيد لأولادها الصغار الذين يحتاجون لجميع مقومات الحياة.
باسمة في ال27من عمرها، لديها ثلاثة أطفال وزوجها شهيد منذ ثلاث سنوات، بعد أن توفي زوجها أصبحت تأخذ سلة غذائية ومبلغ من المال يكاد يكفيها مع أطفالها وذلك كونها زوجة شهيد، ولكن بعد فترة قصيرة انقطع الراتب الذي كانت تتلقاه، وازدادت حياتها سوءاً.
وهنا لم تجد باسمة سبيلاً لتعيل أطفالها الصغار سوى أن تبحث عن عمل لعلها تؤمن بعضاً مما يحتاجون إليه، فقررت حينها أن تتقدم بطلب وظيفة بإحدى الروضات، وأن لا تستسلم للجلوس في المنزل وهي تنظر إلى مستقبل أولادها يتهدم أمام عينيها.
واجهت باسمة صعوبات كبيرة أثناء بحثها عن ذلك العمل فهي لاتحمل سوى شهادة إعدادية.
بحثت طويلاً لكن دون جدوى وفكرت أيضاً أن تكمل دراستها ولكنها لم تستطع إكمالها بسبب الظروف التي مرت بها.
باسمة لم تستسلم لهذا الواقع وقررت أن تقف بوجه واقعها وأن تعمل لتؤمن بعض النقود لتعيش هي وأولادها دون الحاجة لأي أحد، وبدأت بتنفيذ ما فكرت به عن طريق بيعها لقطعة من الذهب كانت تحتفظ بها كتذكار من زوجها الشهيد، وقامت بشراء بعض المواد الغذائية والمعلبات والمنظفات وبدأت تتاجر بها، وأخذت حالتهم المادية تتحسن شيئاً فشيئًا.
بعد فترة قررت أن تتعلم تصفيف شعر السيدات وفعلاً تعلمت وأصبحت تعمل بهذه المهنة وتتلقى أجراً جيداً.
كانت باسمة فرحة بذلك للغاية فقد استطاعت بقوة إرادتها أن تنجز عملاً تعيش به مع أولادها وتقدم لهم ما يحتاجونه ولم تحرمهم أي شيء يحبونه.
نعم كانت باسمة لهم الأم والأب على الرغم من جميع المصاعب التي مرت بها، والحزن على فراق زوجها.
أية عبد السلام