علا تساهم في بناء إعلام سوري مستقل حر
“الشهيد رائد الفارس هو الإنسان الذي شجعني على الاستمرار بقوة وإصرار وكان سنداً وعوناً حقيقياً” تقول علا الخطيب (22 عاماً).
وعلا هي إعلامية من مدينة كفرنبل الواقعة في ريف إدلب الجنوبي، نزحت منذ صيف عام 2019 إلى مدينة مارع الواقعة في ريف حلب الشمالي بسبب حملة النظام وروسيا على إدلب، وهي تعمل محررة ومذيعة في راديو “فرش” المحلية بالإضافة إلى أنشطة ومبادرات أخرى.
وتتحدث علا عن بدء مسيرتها الإعلامية قائلة: “في عام 2016 واجهت بعض الضغوطات من المجتمع والحرمان من حقي في التعليم، فلجأت إلى مركز نسائي بسيط أسسه الناشط السلمي رائد الفارس في مدينتي كفرنبل، لأتعلم حرفة وأروح عن نفسي، وسرعان ما بدأت العمل كموثقة في المركز، حملت الكاميرا وطالما حلمت أن أصبح إعلامية موهوبة”.
كان عمل علا في البداية صعباً بسبب قلة الإقبال على المركز من قبل النساء، وتوضح ذلك قائلة:
“في البداية تعرضنا لكثير من القمع والتضييق ومنع كثير من الأهالي نساءهم وبناتهم عن المجيء إلى المركز، بسبب الفكر المتعصب الذي كان سائداً، الفكر الذي يرى المرأة للبيت والأولاد فقط، شيئاً فشيئاً وبعد إصرارنا على المتابعة، وبالنظر لمبادئ وأخلاقيات العمل أدرك الناس الحاجة الماسة للتعلم والتطور وحتى المساهمة في دخل المنزل، فأصبحت النساء تتردد على المركز وازداد الإقبال ليصبح لدينا مؤسسة متكاملة ومراكز عديدة في المناطق المجاورة”.
وبناء على تشجيع الشهيد رائد الفارس ومع بداية العام 2017 انتقلت علا من العمل في المركز النسائي إلى العمل في راديو “فرش”، وتتذكر ذلك قائلة:
“طوال هذه الفترة من العمل بقيت على تواصل مع رائد الفارس، الإنسان الذي شجعني للاستمرار بقوة وإصرار، كان رائد سنداً وعوناً حقيقياً كالأب، وأراد أن أحقق حلمي وأصبح إعلامية ولأعطي هذه المهنة حقها انطلاقاً من شغفي وحبي لها، ولأمثل النساء السوريات اللواتي تحدين الظروف القاهرة من حرب وعادات وتقاليد، ولأن المرأة السورية ليست أقل من الرجل بل هي عون له وتماثله في الحقوق والواجبات”.
وبالإضافة لعملها في راديو “فرش” تعمل علا متطوعة في “بصمة مبادر”، وتوضح ذلك قائلة: “قمت بالمشاركة في مبادرة أطلقها فريق تحدي، والتي تهدف لتمكين فئة الشباب في المجتمع من خلال تدريبهم وتأهيلهم، ولم أتوقف عن مواكبة كل جديد من تدريبات في مجالات الإعلام وتصميم الحملات وبرامج الكمبيوتر المختلفة والمبادرات وبناء فرق العمل، بالإضافة لإدارة ومراقبة وتقييم المشاريع”.
وتتذكر علا رحلة نزوحها من كفرنبل إلى مارع قائلة: “كان خروجنا من تلك المأساة شيئاً مثل الحلم، هنا في مارع استقبلنا لون آخر من المعاناة، فقد هربنا من الموت بالقصف لنواجه موتاً من نوع آخر هو قلة البيوت الصالحة للسكن والآجارات المرتفعة، وأقمت مع أسرتي في منزل غير مؤهل للسكن بأجرة مرتفعة، ونبحث في الوقت الحالي عن منزل أفضل للاستقرار فيه”.
وبسبب الحرب انتقلت راديو “فرش” من مدينة كفرنبل إلى مدينة سلقين (ريف إدلب الشمالي)، وتكمل علا عملها في الراديو من مارع عبر الإنترنت، وإلى جانب ذلك انخرطت في أنشطة المجتمع المدني بريف حلب الشمالي، وتقول:
“لم أتوقف عن حضور التدريبات المختلفة في مارع وإعزاز وأخترين لأطور نفسي وبدأت أدرس الإعلام في جامعة حلب الحرة، اليوم الذي أملك فيه تكلفة مواصلات أذهب فيه إلى الدوام وما سواه أمضيه في العمل، كما تطوعت في عدة فرق ومبادرات منها مكتب نسائي تابع لمجلس مدينة مارع المحلي، أيضاً تطوعت للعمل كمديرة للمكتب الإعلامي في فرع حلب للاتحاد النسائي”.
أم علا تقول: “ابنتي علا تقوم بمساعدة والدها في مصروف المنزل، وهي دائماً تسعى من أجل إثبات نفسها في المجتمع، إنها طالبة وموظفة في الوقت نفسه، إني أدعو الله دائماً أن تكون من الناجحات في المجتمع لأن المرأة الناجحة تكون لها مرتبة أفضل في مجتمعنا”.
وتصف آمنة اليوسف صديقتها علا بأنها “فتاة مفعمة بالحيوية والنشاط ومحبة للعمل وتسعى دائماً من أجل تطوير نفسها”.
وتقول علا إنها تسعى “لإيصال صوت وكلمة المرأة السورية بالدرجة الأولى من خلال الإعلام، المرأة ذات الدور الفعال في الثورة السورية”.
وتتمنى علا أن تساهم في إعلام سوري حر يليق بسوريا وبثورتها وتقول: “أنا كصحفية أسعى وأطمح لأن أنقل تطلعات الناس وآراءهم ومعاناتهم عبر المنصات الإعلامية، ودائماً وأبداً الهدف الأمثل هو نقل الوقائع بكل مصداقية ودون تزوير، فما دامت الصحافة مقيدة فهي لن تحمل الرسالة واضحة أو تحقق الغاية كاملة، وكم أتمنى أن نصل إلى صحافة حرة منزوعة القيود”.
إعداد: فريق “فرش أونلاين”