لا أريد أن يعيش ولدي يتيم الأب
آية عبد السلام
جلسنا في إحدى الليالي بصحبة أهل زوجي بعد أن قمت بتجهيز طعام العشاء بانتظار عودة زوجي من زيارة أحد أصدقائه، وفجأة علا صوت طائرة حربية في السماء، ركضنا مسرعين إلى القبو للاختباء، من شدة صوتها ظننا أنها ستصطدم بالمنازل، دوى صوت انفجار قوي في أرجاء المدينة حطم زجاج النوافذ والأبواب، لقد ألقت بجام حقدها على المدنيين العزل، غاب صوت الطائرة وبدأت أصوات الناس وصراخهم يعلو شيئاً فشيئاً.
خرج شقيق زوجي ليساعد من هو بحاجة الى المساعدة، خرجنا وراءه مسرعين لنتفاجأ بأن الصاروخ سقط وسط الطريق بالقرب من المنزل وقد ملأ الشارع غبارٌ كثيفٌ والرؤيا غير واضحة وأصوات الناس تملأ المكان.
وفجأة من بين هذا الضجيج سمعت صوت والد زوجي يصرخ ولدي ولدي.. عندها وبدون شعور بدأت أبكي بشدة وأصرخ بأعلى صوتي زوجي زوجي.. وبدأ الجميع بالبحث عنه، ولكن لم يجدوا منه سوى بعض قطع الملابس التي كان يرتديها، أصبح أشلاء متطايرة، لقد رحل بروحه وجسده الى خالقه.
وفاته كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي، فحزني عليه أدى لإصابتي بأمراض نفسية، أصبت بحالة من الانهيار العصبي فلم أستوعب أني قد فقدته ولن أراه بعد اليوم، فقد كان كل شيء في حياتي، حلمنا ورسمنا حياة لنعيشها سويةً، بانتظار قدوم مولودنا الأول بشوق كبير، لكن القدر شاء أن يولد طفلي يتيماً بلا أب، وتتحطم كل أحلامنا بلا عودة.
بعد مرور سنة على وفاة زوجي، أتت أم زوجي إلى منزل أهلي، وأخبرت أمي بأنها أتت لخطبتي لشقيق زوجي، في بداية الأمر ترددت كثيراً بسبب صغر سنه، فهو أصغر مني بسنة تقريباً، ولكن في نهاية الأمر لا أريد أن يحيا طفلي بلا أب يعوضه عن أشياء كثيرة يحتاجها، فوافقت من أجل طفلي.