ثريا الهادي تسعى من أجل تمكين المرأة في المجتمع
“نزحت من مدينتي الرقة إلى ريف حلب الشمالي واستقريت في بلدة تركمان بارح عانيت من ألم النزوح وفراق الأحبة والأهل”
هكذا عرفتني ثريا الهادي عن نفسها ثريا تبلغ من العمر 37عاماً لديها ستة أولاد وهي ابنة الفرات من مدينة الرقة نزحت إلى ريف حلب الشمالي بسبب الأوضاع الأمنية ووجود داعش في مدينة الرقة، نزحت في 2017 واستقرت في “تركمان بارح” وهذه المنطقة تتبع إدارياً إلى محافظة حلب إلى منطقة إعزاز ناحية اخترين، بعد استقرارها أربعة أشهر بدأت تسعى من أجل تمكين المرأة ,وتقول:
” في إحدى المرات بينما كنت في المجلس المحلي صادفت الوالي المكلف بتسيير أمور المنطقة، وأخبرته بما لدي من أفكار في مجال تمكين المرأة، في البداية لم يكن المشروع مقبولاً بسبب العادات والتقاليد وإنما مقبول من حيث الفكر والنتائج المتوقعة، ولكن استمريت في المحاول مدة 15يوماً في نقاشات وزيارات، وكان معظم وجودي مع معلمات من نفس البلدة الموجودة فيها، وأخبرتهم أني أريد أن أبدأ مشروعا لتمكين المرأة من الناحية العلمية والثقافية والاقتصادية، أخذ المشروع في بدايته منحى دورات تعليم للخياطة والأشغال اليدوية بالإضافة إلى اللغة التركية والإسعافات الأولية ومحو أمية”.
واجهت ثريا الكثير من الصعوبات خلال مسيرتها لذلك وحاولت الاحتكاك مع الناس وزيارة بعض العائلات وإقناعهم بتقبل الفكرة والمشروع وإرسال بناتهم إلى المركز و المشاركة بالمشروع قالت: “من الصعوبات التي تعرضت لها هي إقناع الأهالي بإرسال بناتهم إلى مركز لتعليم وهذا الأمر أخذ جهداً ووقتاً وزيارات مكثفة ونقاشات من أجل إقناع الأهالي بتعليم بناتهم مهنة جديدة يستطعن من خلالها مساعدة الأهالي ويتحولن من عنصر عادي إلى عنصر فعال في المجتمع”.
لقد عانت ثريا في أول مشروع لها كثيراً حتى استطاعت تنفيذه، وذلك بدأ عندما قابلت رئيس المجلس المحلي في منطقة اخترين، قابلته أكثر من مرة وأخبرته على قدرتها في تقديم المساعدة لكل امرأة مطلقة أو أرملة وغيرها.
وتقول: “عندما قابلت رئيس المجلس المحلي وأخبرته أني أستطيع مساعدة النساء في ظل هذه الظروف الصعبة وخاصة بوجود نساء أرامل ومطلقات ويوجد حالة اجتماعية قاهرة، كانت الفكرة مقبولة نوعاً ما، ولكن تطبيقها كان شبه مستحيل على امرأة نازحة وتعيش في مدينة غير مدينتها، ولكن تحديت جميع الصعوبات التي تعرضت لها وأثبتت للمجتمع أن وجود المرأة وفعاليتها وخروجها من المنزل ودخولها من أجل العمل وبهدف إيجابي أمر ليس بسيء”.
دار إبداع المرأة كان أول مشروع لها في تركمان بارح بريف حلب، وتكمل لنا ثريا ” بدأ مشروعي في تركمان بارح وأطلقت عليه دار إبداع المرأة وكان أول مشروع نسائي في ريف حلب الشمالي والشرقي وكان عدد المشاركات في البداية 25 طالبة وصل العدد إلى 610طالبات، وكانت مدة الدورة ستة أشهر متتاليات، وكانت الدورة عبارة عن كورسات وكل كورس مدته ساعة ونص وكان الدوام يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً حتى الرابعة مساءاً بشكل دورات متتالية وبعد انتهاء كل كورس تأتي طالبات فوج ثاني وأصبحت تركمان بارح مركزاً لكل البلدات المحيطة بها فكان الإقبال كثير، وبعدها بدأت المنظمات بإقامة دورات وفعاليات تمكين المرأة”.
وشاركتنا الحديث علا الخطيب (صديقة ثريا): ” ثريا ناجحة تابعت مسيرها حتى وصلت إلى ما تريد لأن كل امرأة ناجحة من الواجب أن تتعب حتى تحصل على مرادها في هذه الحياة، وما زالت ثريا تسعى دائماً من أجل أن أثبت بأن المرأة ليست بأقل من الرجل، واستطاعت تمكين المرأة في وكل مشروع قامت به”
تابعت ثريا ” الحمدلله أسست معهد التعليم الشعبي في اخترين وكان مشروع ناجحاً وأقمت مشروع طموح امرأة في الزيادية والكثير من المشاريع”.
وتخبرنا عن معانتها وتقول:” لقد عانيت الكثير حتى وصلت إلى هذه المرحلة بعد عامين متتالين من العمل الشاق والدورات وكان آخر عمل لي هو تجمع مدني باسم صخابة وطن وهو أكبر المشاريع الخاصة بي، وهو المشروع الأم جامع لكل المناطق هو تجمع من مبدأ وجودنا في مناطق النزوح والتهجير، الفكرة هي التي ستجمع كل من الريف الشمالي والشرقي من خلال المرأة فكل منطقة فيها مجلس محلي مختلف له قوانينه وطرقه المختلفة في العمل إلا صحابة الوطن فهي في كل المجالس المحلية موجودة توحد قضية المرأة وتدعمها وتقويها وتعني للمرأة التغيير الجذري من خلال الدورات وكان العمل في تلك الفترة تطوعي دون داعم من خلال نساء متطوعات واجتهاد من الفريق العامل ودعم من المجالس المحلية العاملة”.
بعد نزوح ثريا انطلقت من مبدأ محبة الخير لجميع الذين حولها ومساعدتهم قدر الإستطاعة وأن تتأقلم في المجتمع الجديد لكي تستطيع العمل.
كانت ثريا أطمح من ذلك أرادت تأسيس معهد للمرأة للتعليم في “بزاعة” وكان هذا المعهد على مستوى المنطقة وكان مشروع ناجح كثيراً.
“وكان هذا شعار عنا نزحت إلى ريف حلب محبة الناس وتقديم لهم الدعم قدر الإستطاعة حتى أستطيع العمل في أي مجال يجب أن أكون مقربة من الجميع”
وكانت ثريا دائماً تسعى من أجل تطوير ذاتها من خلال حضورها دورات، دورة مشاريع وآخر التدريبات كانت عن كورونا وغيرها.
اعداد: كادر “فرش أونلاين”