لم أعد عبئًا بل أصبحت سندًا
نور العمري (كفرنبل-ادلب)
كان للمرأة السورية دورًا بارزًا في الثورة منذ انطلاق الشرارة الأولى لها، شاركت في المظاهرات السلمية، وهتفت إلى جانب الرجل للحرية والكرامة وإسقاط النظام، إلى أن وقفت خلف الثوار وفي الخطوط الخلفية لمعارك التحرير، من خلال دعم صمود الثوار وتقديم المساعدات الطبية والإنسانية.
غالية الرحال (43 عامًا) ابنة مدينة كفرنبل، من أوائل النساء الثائرات، كانت تعمل في مجال تصفيف الشعر وتزيين العرائس، وعند قيام الثورة في أذار 2011 كانت من أوائل المشاركات فيها.
شاركت غالية بجميع المظاهرات النسائية التي خرجت في مدينة كفرنبل، وهتفت للحرية وإسقاط النظام ورفع الظلم وإنصاف الشعب.
لم يتوقف نشاطها عند المظاهرات فحسب، بل كانت تساعد الثوار بكل إمكانياتها، حيث ساهمت مع بعض النساء بتأمين الطعام وتقديم الإسعافات الأولية لهم، وذلك عندما تجري الاشتباكات داخل البلدة بين الثوار وعناصر قوات الأسد المنتشرة على الحواجز.
وبعد تحرير مدينة كفرنبل من قوات الأسد بدأ نشاط غالية، فقامت بإنشاء مركز مزايا النسائي، الذي بدأ بثلاث متطوعات، بقبو أرضي صغير، بدأت فيه بتدريب النساء على المهن المختلفة من خياطة وتمريض ونسيج وغيرها، وخاصة النساء الأرامل، حتى يتمكنَّ من إعالة أُسرهنَّ.
تضاعف دور المرأة في الثورة فكان عليها العبء الأكبر، لتحلَّ مكان الأب الذي غيبته الحرب، غير أن العادات والتقاليد تحول دون خروج المرأة من منزلها، فقررت غالية كسر هذه العادات وإنشاء المركز النسائي.
أطلقت غالية شعارًا للمركز وهو:” لم أعد عبئًا بل أصبحت سندًا”.
تفاجأت غالية بالإقبال الكبير من النساء وبمختلف الأعمار على المركز، ومن ثم أضافت نشاطات جديدة على المركز، كتلم اللغة الإنكليزية ودورات لف الشعر، إضافة لنشاطات ترفيهية ومسابقات وفعاليات ومحاضرات توعوية وثقافية ودورات دعم نفسي.
وقامت بإنشاء مجلة مزايا وهي مجلة شهرية تعنى بشؤون المرأة والقضايا الإنسانية، كما تحتوي على فقرات نقدية وساخرة وصحة وجمال.
وأنشأت عدة مراكز أخرى بقرى ريف ادلب ليستفيد منها أكبر عدد من النساء.
حازت غالية على جائزة المرأة البطلة الثقة التي منحتها إياها وكالة رويترز للأنباء، على خلفية تنظيم مركز مزايا لمنتديات نسائية صغيرة يتم من خلالها طرح مشاكل المرأة العائلية والاجتماعية وتقديم الدعم النفسي حسب الحالات المطروحة.
كما حصلت على فرص كثيرة للسفر خارج البلاد، لكنها رفضت المغادرة، معلقةً على ذلك: “أطلقنا الثورة وسنمضي فيها حتى الشهادة أو النصر”.