لم يبق لي في الحياة سوى الدموع والدعاء بالخلاص
في أحد المشافي المجانية وعلى كرسي خشبي كانت جالسة، اقتربت منها ألقيت التحية عليها وسألتها أين المرافقة التي معك..
قالت لم يبق عندي أحد، زوجي يقطن خارج البلاد، وولدي أحمد استشهد برصاصة أحد قناصة نظام الأسد في أحد المعارك في ريف حلب.
وبقيت الحيرة تنتابني، وعدت وسألتها من معك، وماذا تفعلين هنا، قالت: أنا مريضة بمرض الربو.
بعد ذلك أخرجت من محفظتها صورة وقالت: هذا ولدي محمود استشهد بعد أخيه بخمسة أشهر في أحد غارات طيران نظام الأسد على مدينة كفرنبل، وإذ بالدموع تتساقط من تلك العينين الخضراوين.
ثم قالت: لم يبق من أولادي سوى صور وبعض الذكريات لهم.
وأضافت أخذت الحرب مني جميع ما أملك زوجي المغترب الذي كان يسعى لجلب المال من أجل مستقبل أولادي وحياة رغيدة ولم يعد يستطيع العودة إلى سوريا.
وولدي أحمد الذي كان يقول: يجب علينا أن نخرج للدفاع عن أرضنا.
ومحمود الذي كان يرفض النزوح من كفرنبل، بسبب القصف الجوي من طيران نظام الأسد، ليرتقي شهيداً جميلاً تحت ركام بيتنا لم أستطع رؤيته بسبب تشوه جسده، تاركين خلفهم أم تبكيهم وتدعو لهم بالرحمة.
وبعد دقائق إذا برجل مسن يقول هيا يا عبير جاء دورك في جلسة الرزاز قامت عبير بخطوات غير متوازنة.
ماذا بعد أيتها الحرب بعض الناس تهجروا والبعض الآخر كانت الخيم مسكنهم.
نسرين الموسى