لدعم المرأة.. منظمات إنسانية تطلق العديد من المشاريع في الشمال السوري

تعتبر المرأة نصف المجتمع، ولها أهمية كبيرة في جميع مجالات الحياة، فهي الأم والزوجة والمربية والمعلمة، ولها دور كبير في بناء المجتمعات، كما وصلت في الدول المتقدمة إلى أعلى المراتب، لذلك عملت الكثير من المنظمات الإنسانية على دعم وتمكين المرأة في الشمال السوري.

وأجرى مراسلونا عدة مقابلات لاستطلاع الرأي عن مشاريع دعم تمكين المرأة في الشمال السوري، قال الأهالي خلالها، إن المنظمات الإنسانية عملت بشكل جاد لدعم المرأة مادياً ومعنوياً، حيث قامت بالدعم المادي من خلال قيام المرأة السورية بافتتاح مشاريع خاصة تعود عليها بالمال ما يجعلها قادرة على الاعتماد على نفسها، أم بالنسبة للدعم المعنوي فغالباً ما كان ظاهرياً فقط، حيث لم تستطع المنظمات من حل المشكلات النفسية التي تعاني منها المرأة على الرغم من وجود منظمات تدعم مشاريع إدارة الحالة وتوعية مجتمعية.

وأضاف الأهالي، أن المنظمات دعمت المرأة من خلال مشاريعها بنسبة 50%، ولكن لا يوجد استدامة لهذه المشاريع، كما تعاني المرأة من ضعف من الناحية النفسية كونها قاست جميع أنواع الانتهاكات الإنسانية في ظل الحرب الدائرة في سوريا منذ حوالي 10 سنوات.

وفي حديث خاص لفرش أونلاين، تقول مديرة مركز “نساء الآن”، الآنسة عبير العريان: “منظمة نساء الآن هي منظمة لدعم وحماية وتمكين المرأة السورية، وهي منظمة نسوية بكامل مراكزها”.

وأضافت العريان: “أن المرأة السورية سابقاً كانت تعاني من التهميش والتعنيف والحرمان من الحقوق والموارد، وزادت الحرب من معاناتها نتيجة فقدانها للمعيل بأغلب الأحيان وحرمانها من الدراسة والنزوح والتهجير، إضافةً لاضطرارها السكن في الخيم والمدارس، الأمر الذي حرمها من أدنى معايير الخصوصية، وبالتالي هذه الأمور سببت شعور انعدام الأمن والاستقرار لديها، وكثرة ضغوطاتها النفسية وهمومها ومسؤولياتها”.  

وأكدت أنه بالنسبة لمشاريع دعم تمكين المرأة، فإن لها الكثير من الجوانب المهمة منها: تلبية احتياجات المرأة من خلال تأمين مصدر عمل يضمن قدرة النساء على الاستقلال الذاتي، ثانياً حمايتهنَ من الاستغلال بمختلف أنواعهن، وثالثاً قدرة على الثقة بالنفس والتغلب على الأفكار التي تربت عليها (ضلع قاصر-وتحتاج لشخص ليساعدها-ولا يمكنها العمل بحكم العادات والتقاليد).

وبالنسبة للمشاريع التي تقدمها منظمة “نساء الآن” ، أوضحت العريان “أنها مستوحاة من احتياجات المرأة السورية، حيث نقوم بتدريب وتأهيل من المرأة من عدة جوانب مهنية منها: الخياطة والأعمال اليدوية والتمريض، أما من الجانب العلمي فقمنا بتعليمها اللغة العربية واللغة الإنكليزية، والحاسوب وتوسعنا لنصل إلى دورات الحاسوب والفوتوشوب، وتمكين المعرفة، وإدارة المشاريع الصغيرة والتنموية، لتستطيع مستقبلاً ببداية مشروع ناجح ومستقل، كما قمنا بافتتاح تدريبات جديدة لصناعة المعجنات والمنظفات بعد تخرج النساء لصناعة مشروعها الخاص والاعتماد على نفسها”.

وأردفت: “أن الفئات المستهدفة من النساء في المشاريع التي تطلقها منظمة نساء الآن، من الناحية العمرية من عمر 13 عاماً فما فوق، أما بالنسبة للتخصيص فيعود لكل تدريب حسب خصوصيته حيث تحتاج أحياناً لشهادة علمية، وأحياناً تحتاج لأن تكون بعمر مناسب (18 فما فوق)، فالتخصيص يدفع للتدريب، بحيث نتمكن بتغطية أكبر عدد من النساء”.

ولفتت العريان إلى أنهم، يقومون بالإشراف على مساعدة المتدربات بعد انتهاء المشروع لبعض النساء، أما البعض الآخر فيخترن الإشراف الذاتي على ذلك المشروع، ويعود لقرار المرأة في حال كانت تريد تلقي المساعدة أو لا، منوهةً “أن النساء المتفوقات المتدربات في مراكزنا، يكون احتمال توظيفهن كبير، ونكون لهن المرجع الأول في حال استعصاء أي أمر، أما بالنسبة لتوظيفهن في المنظمة فنقوم بالإعلان عن شواغر عمل، وبإمكان المتدربات التقديم عليه حيث يتم توظيفهن أو لا، كما لدينا العديد من المتدربات اللواتي أصبحنَ موظفات لدينا”.

واعتبرت أن منظمة “نساء الآن” تخطت المعوقات التي تواجه مراكز المرأة وعُرف توجهنا والبرامج التي نقدمها وأنشطته، وبسبب الخلفية الجيدة أصبح يشارك في التدريبات التي نقدمها حتى العائلات المتحفظة التي كانت ترفض فكرة دعم المرأة.

أما بالنسبة لمجال تعنيف المرأة من قبل ذويها (الزوج-والأب-والأخ)، تقول العريان: “لدينا قسم مختص بمجال الدعم النفسي، حيث يقوم بجلسات توعية تتضمن هذه المواضيع، كما لدينا برامج دعم نفسي، ومناهج تعطى بحسب الشريحة العمرية من المتقدمات للبرنامج أو المشروع، إضافة لخدمات إدارة الحالة والتي تقدمها المنظمة عبر التواصل الهاتفي (أونلاين) في حال عدم تمكن الفتاة من مغادرة منزلها بشكل متكرر، كما نستقبل حالات الاستشارة الفردية”.

وتابعت: “لدينا نظام إحالة في المنظمة، في حال كانت المرأة بحاجة لمنظمة هي مختصة فيها، عن طريق تعاون بيننا وبين منظمات دعم تمكين المرأة في المنطقة”.

وعن الصعوبات التي تواجهها المرأة توضح العريان: “أن المرأة في الشمال السوري معرضة لجميع أنواع المعاناة، وخاصة التي تسكن في مخيمات النزوح حيث تفتقر للخصوصية والاستقرار والأمان والخدمات (بعد المخيم عن المدينة)، نقوم باستشارة مدربات إدارة الحالة لإخراج النساء من الحالات النفسية المتأزمة، ولمواجهة هذه الصعوبات قمنا بالعديد من المشاريع التي أدت لترك أثر إيجابي كبير وجيد في نفس المرأة المتلقية”.

واختتمت مديرة مركز “نساء الآن” قائلةً: “أصبح لدينا تغيير كبير في المجتمع لا يمكننا القول أنهُ كُلي، ولكن أصبح هناك تغيير، حيث كان سابقاً الرجل رافض كلياً لهذه المشاريع، ولكن عند رؤيته الحالية لقدرات المرأة بعد تلقيها العديد من التدريبات والتأهيل من قبل منظمات دعم المرأة، الأمر الذي شجعه على تقبل فكرة أن المرأة ليست عبئاً بل بإمكانها أن تكون سنداً أيضاً، كما يمكن للمرأة أن يكون مكانها في تربية الأطفال داخل للمنزل، مثل دورها في رؤية حياتها خارج المنزل أيضاً ومشاركتها الضرورية في جميع مجالات الحياة”.

إعداد: حمزة العمور